أول شيء ستلاحظه عند الوصول إلى شفشاون الواقعة في شمال المغرب، هو السلام والهدوء النسبي الذي ينبع من كل مكان بهذه المدينة الصغيرة ذات الظل الزاهي من اللون الأزرق المنعكس من المنازل التقليدية التي ستتعجب من روعة تصاميمها وجمال لونها الموحد، حتى أن الجميع يطلق على شفشاون المدينة الزرقاء انسجاما مع لون مبانيها الجميلة.. اكتشف تلك المدينة التي تكتسى بحلة السماء الزرقاء معنا في جولة رائعة بين أحد أجمل مدن المغرب.
في بداية رحلتك لشفشاون لابد لك من زيارة ساحة وطاء الحمام التي تعد القلب النابض للمدنية ومركز الحياة الاجتماعية والسياحية بها، حيث تعج بالحركة والحياة المفعمة بالحيوية طوال اليوم ما بين المطاعم والمقاهي والبائعين والمعالم السياحية والتاريخية، فاحرص على زيارتها لتتعرف على طبيعة المدينة وعادات سكانها المحليين.
مراكش مع العائلة .. كيف تستمتع وأين تقيم؟
ويمتد سحر شفشاون إلى البلدة القديمة الخالية من حركة المرور والسيارات والتي تمنحك الفرصة للتنقل بين عالم ساحر من الأجواء الجميلة، والأماكن التاريخية. وفي الواقع، فإن روعة هذه المنطقة من شفشاون ستجعلك تعاود الزيارة من جديد.
تقع جبال شفشاون في جبال الريف في أقصى شمال أفريقيا، وتوفر الكثير لتقدمه للباحثين عن المغامرة بين الوديان والقمم الخلابة والمناظر الطبيعية الخلابة، وللوصول إلى هناك يمكنك الاشتراك في أحد الرحلات المنظمة التي تنطلق بشكل يومي من المدينة وتمر على مجموعة من الطرق الجميلة بالقرب من قرية جيفيل إل كيلا القريبة من المدينة، مرورا بالغابات الخضراء المورقة مع إطلالة لا تقارن على البحر الأبيض المتوسط.
وبين هذه الجبال الرائعة يمكنك قضاء أجمل الأمسيات تحت أضواء النجوم والسماء الصافية إن كنت من محبي التخييم، وبدلا من ذلك تتوفر أماكن الإقامة في بعض القرى القريبة، بدءا من بيوت الضيافة المخصصة للسفر إلى الفنادق الفاخرة.
المغرب وجهة ساحرة بكل تفاصيلها خاصة عندما نتحدث عن الطعام، فالأطباق المغربية لها من الشهرة والمذاق الجيد ما يجعل من هذا البلد أحد أفضل الوجهات الأفريقية للذواقة من محبي الطعام، وفي شفشاون تحديدا ستستمتع كثيرا بالأطباق المغربية الشهية، بداية من تناول الخبز الذي يمكنك الحصول عليه من أحد الأفران التقليدية، وحتى وجبة الغذاء التي لن تنساها مع طاجن اللحم والتوابل ذات الرائحة النفاذة، بما في ذلك الكركم والفلفل والهيل والكمون والقرفة وأكثر من ذلك.
ويمكنك تجربة أحد أطباق اللحوم المشوية أو أطباق السمك في مطعم تيسملال ذو الشعبية الواسعة بين كل من السكان المحليين والسائحين الذين يعاودون إلى هنا مرارا وتكرارا لتناول أشهى المأكولات، فضلا عن مطعم علاء الدين، وكما يوحي اسمه، فالديكور هنا ساحر ورومانسي، وجميع الأضواء خافتة والوسائد جميلة.
كما يمكنك تذوق كل وجبة مع الشاي المنعش بالنعناع، الذي يتم إعداده بواسطة غلي أوراق الشاي الأخضر وإضافة النعناع الطازج والسكر. ويمثل كوب الشاي جزء هام من الحياة المغربية الأصيلة، حتى أنك ستجده على كل طاولة يجتمع عليها السكان المحليين ليتسامرون في أمور الحياة العامة سواء في المقاهي أو المنازل، فالشاي ضيف مرحب به على جميع الموائد المغربية، فاحرص على تجربته .
جميلة وملونة، مدينة شفشاون تأخذكم عند الزيارة إلى عالم أخر ملىء بالاحلام، فما بين الشوارع الخفية في التلال سيجد هنا محبي التسوق غايتهم بين العديد من الأباريق والأواني النحاسية، والبطانيات المنسوجة يدويا والنعال المغربية المميزة.
ولكن قبل أن تذهب إلى المغرب وأيا كانت وجهتك، لابد أن تعلم أن المساومة أمر ضروري مع البائع، فتعلم كيف تقوم بمساومة ناجحة لتحظى بفرصة شراء هدايا تذكارية بأسعار معقولة، ودوما احرص على خفض السعر المقدم للنصف، وإن لم يوافق البائع، تظاهر بالسير بعيدا مع إبداء عدم الاهتمام بشراء المنتج، فهذا الأمر سيساعدك كثيرا في الحصول على المنتج بالسعر الذي تريد.
وإن شعرت يوما بالرغبة في الاستجمام في المدينة بعيدا عن الأسواق والمغامرات، يمكنك ذلك في حديقة تالاسمتان الوطنية التي تقع على مداخل المدينة، والتي تعد بمثابة مكان مثالي يقضاء يوم من التنزه بين مجموعة لا تقارن من المناظر الطبيعية الخلابة.
وإن كانت رحلتنا قد أصابتك ببعض الإرهاق، توجه عند زيارة شفشاون إلى الحمام المغربي ذات الصيت الواسع بجميع أنحاء العالم، واستمتع ببضع ساعات من الاسترخاء بغرفة البخار المغربية الجوهرية التي تعد حقا تجربة رائعة، مع الاستمتاع بالعلاجات الصحية المتنوعة.
المغرب أحد أكثر البلدان تنوعا في أفريقيا، مع الجبال العالية، الصحراء الساحرة، الساحل الوعر، والأزقة المتعرجة من المدن القديمة والأسواق النايضة بالحياة، وإن كان لكل مدينة طابعها الخاص.. يبقى للمغرب سحر خاص يجمعها بين عالم من الأحلام والأماني، احرص على اكنشافه خلال رحلتك المقبلة.