يعود تاريخ ثاني أكبر مدينة في اليونان والتي تعرف باسم سالونيك إلى عام 315 قبل الميلاد وهي عاصمة مقدونيا الوسطى، تشتهر بمجموعة كبيرة من المباني من البيزنطية، الرومانية، اليونانية القديمة، والعثمانية، وقد عرفت بأنها مركز حيوي بين جميع المناطق اليونانية مع المهرجانات الممتدة على مدار العام والثقافة النابضة بالحياة، فأي شخص يزور سالونيك لابد أن يتعلق بروعة التاريخ، وعلم الآثار بهذه المدينة الجميلة، وفي التقرير التالي ستتعرف معنا على أهم مناطق الجذب السياحي في ثيسالونيكي أو سالونيك.
على الرغم من أنها يطلق عليها عادة قلعة الأبراج السبعة، هيبتابيرجيون معروفة أيضا باسمها العثماني يدي كيول، وهي قلعة جميلة تقع في الركن الشمالي الشرقي من أكروبوليس المدينة، ويعتقد أن أبراجها الشمالية تعود إلى تحصين المدينة في أواخر القرن الرابع، في حين يعتقد أن أبراجها الخمسة الجنوبية قد بنيت في القرن الثاني عشر، وفي العام فقد كانت هذه القلعة بمثابة منشأة عسكرية حتى أواخر القرن التاسع عشر ثم تحولت على مدى 100 سنة كسجن. أما اليوم، هيبتابيرجيون منطقة جذب سياحي شعبية، ويرجع ذلك جزئيا إلى ما تقدمه للزائرين من مناظر طبيعية رائعة على المدينة ومرفأها.
يغطي هذا المتحف الكبير والموسع آلاف القطع الأثرية من العصر البيزنطي، والتي تشمل اللوحات الجدارية والفسيفساء والأقواس التي تم جمعها من المباني التاريخية القديمة بالمدينة، علاوة على المقتنيات التاريخية من السيراميك والمنسوجات. وتركز الكثير من مواضيع العرض الدائم للمتحف على المسيحيين الأوائل، وطقوسهم، ومعتقداتهم، وحياتهم اليومية، حتى أنك يمكنك أن تجد العديد من الشواهد في المتحف على المقابر المسيحية المبكرة التي تم حفرها في ثيسالونيكي أو سالونيك.
هذه الكنيسة هي واحدة من أقدم المباني الدائمة في سالونيك، فقد تأسست خلال العصر البيزنطي، واليوم، هي واحدة من أفضل الأمثلة المتبقية من الكنائس اليونانية في ذلك الوقت، خاصة وأن قبة آيا صوفيا تحمل فسيفساء رائعة مع مجموعة من اللوحات الجدارية الرائعة والفريدة.
تم تصميم هذا المربع الرئيسي للمدينة في عام 1918 من قبل المهندس المعماري الفرنسي إرنست هبرارد، وفي هذا المكان الجميل سيكون بإمكانك الاستمتاع كثيرا ما بين مباني هذه الساحة الموجودة اليوم، بما في ذلك فندق إلكترا ومسرح السينما، علاوة على التنزه بين الشوارع الضيقة والمرصوفة بالحصى مع تناول أجمل المأكولات المحلية بالمطاعم التي يفوح من أركانها عبق التاريخ، ولا يفوتك الفيام بجولة سيرا على الأقدام هنا بعد غروب الشمس لتستمتع بأجواء فريدة تمزج ما بين الرومانسية والهدوء.
يضم هذا المتحف القطع الأثرية التي تعود لأربع من أهم الفترات التاريخية الأثرية لمدينة سالونيك والأقسام المحيطة بها من مقدونيا، وعلاوة على روعة تصميم المبنى نفسه والمبني على الطراز المعماري اليوناني الحديث، يضم أيضا المتحف مجموعة لا تقارن من القطع الأثرية والمقتنيات التاريخية الرائعة التي تمثل الفترات الهلنستية، الكلاسيكية والرومانية، فضلا عن ذلك يولي المتحف اهتماما خاصا بالطرق التاريخية التي استخدم فيها المقدونيون القدامى الذهب كزينة. وبما أن المدينة تعود إلى عصور ما قبل التاريخ، هناك أيضا قسم يحاول إعادة بناء صورة للمنطقة في ذلك الوقت، وعادة ما يشهد إقبال من السائحين الراغبين في التعرف أكثر على تاريخ المنطقة.
تمثل هذه الواجهة المائية الكبيرة للمشاة في المنطقة الحضرية الشرقية من سالونيك واحدة من أفضل المشاريع العامة في اليونان في السنوات العشرين الماضية، ورغم كونها صغيرة في العمق ولكنها طويلة جدا، حيث يمتد الكورنيش لحوالي 3،5 كم من البرج الأبيض إلى ميغارو موسيكيس ويوفر مساحة كبيرة بين البحر والمدينة، حتى أصبحت نيا باراليا أحد أكثر المواقع شعبية بين السائحين للتنزه في سالونيك، خاصة مع يقدمه هذا الموقع من خدمات رائعة، تبدأ من تأجير الدراجات والقوارب على طول الشواطىء، فضلا عن وجود عدد من المطاعم اللذيذة والمقاهي النابضة بالحياة.
قوس غاليريوس (أو كامارا) هو على الأرجح الهيكل الروماني الأكثر تميزا في سالونيك، كما أنه أحد مناطق الجذب الأكثر شعبية في ثيسالونيكي جنبا إلى جنب مع البرج الأبيض، فقد تم بنائه بتكليف من قبل الإمبراطور جاليريوس من أجل الاحتفال بالانتصار ضد الفرس الساسانيين في 298 م والاستيلاء على عاصمتهم كتيسيفون.
في شكله الأولي كان للقوس أربعة ركائز رئيسية وأربعة ثانوية، أما اليوم فلا يوجد سوى اثنان فقط من الركائز الرئيسية ودعامة ثانوية واحدة، ورغم ذلك يمكن للزوار أن يشاهدوا تسلسل المعركة المحفورة بشكل جميل على الأركان المتبقية للممر الرئيسي بالقوس.
نصب روتندا أقدم نصب تذكاري في سالونيك، وهو مبنى مستدير ضخم يمثل أول معبد روماني، ثم تحول إلى كنيسة مسيحية، ثم مسجد، ويتميز بجدرانه السميكة، وهذا هو أحد الأسباب التي جعلته يبدو صامدا أمام زلزال سالونيك القوي، وإن كنت ترغب في التعرف على المزيد عنه، فلابد أن تعلم أن البنية الاسطوانية لهذا المبنى قد شيدت في عام 306 كجزء من مجمع القصر الكبير بناء على أوامر من الإمبراطور الروماني غاليريوس، وكان الهدف من بنائه إما أن يكون ضريحا له أو إلى حد أكثر احتمالا أن يكون المبنى معبد.
تم استخدام المبنى ككنيسة لأكثر من 1200 سنة حتى خضعت المدينة إلى العثمانيين، وتحديدا في عام 1590، حيث تم تحويله من كنيسة كان يطلق عليها أجيوس جورجيوس إلى مسجد، وحتى الأن لاتزال الفسيفساء المميزة للمبنى موجودة وواضحة للعيان.
بنيت هذه الكنيسة الكبيرة والمثيرة للإعجاب على موقع حمام روماني قديم، وهي عبارة عن كنيسة ذات تصميم جميل مع صحن سداسي فريد يعرف باسم سيبوريوم، وتحظى بأهمية خاصة، نظرا لما تحويه من لوحات وجداريات رائعة، ولا عجب في ذلك، فأجيوس ديمتريوس ليست فقط واحدة من أكبر الكنائس في المدينة، بل تعتبر أحد أكثر الأماكن أهمية على الجانب الديني والتاريخي في كل من سالونيك.
يعتبر برج الواجهة البحرية البيضاء هو رمز لمدينة سالونيك، ويعود الهدف من بنائه في الأساس للدفاع عن المدينة في العهود البيزنطية والعثمانية، فيما يضم البرج الأبيض اليوم متحف واسع يستعرض الحياة اليومية لسالونيك في عصور مختلفة، بالإضافة إلى عدد من القطع الأثرية الرائعة التي تحظى بقبول واسع من الزائرين من سائحي وقاصدي هذه المدينة الرائعة.