كراكوف هي مدينة بولندية كبرى يعود تاريخها إلى أوائل القرن السابع، تتمتع بمجموعة متنوعة من مناطق الجذب السياحي مع الأماكن والأنشطة الترفيهية المثيرة، ومن الجميل أن جميع تلك المعالم تقع على مقربة من بعضها البعض، لذلك سيكون من السهل عليك اكتشاف هذه المدينة الجميلة سيرا على الأقدام دون متاعب أو حاجة لميزانية ضخمة، فالأسعار هنا رخيصة ومناسبة للجميع، ولذلك فالسفر إلى كراكوف فرصة مذهلة للباحثين عن عطلة أوروبية بأسعار معقولة.. وفي التقرير التالي ندعوك للتعرف على الأماكن السياحية في كراكوف قبل الانطلاق إلى هناك.
تعتبر ساحة السوق الرئيسية أحد أكبر الساحات التاريخية التي تعود إلى القرون الوسطى في جميع أنحاء أوروبا، ويطلق عليها رينك غلوني باللغة البولندية، وعند زيارتك إياها ستستمتع كثيرا بمشاهدها وشوارعها التي ينبعث من بين أركانها عبق التاريخ، هذا إلى جانب روعة المنازل التاريخية والكنائس والمباني المغرية التي تحيط بالساحة، ولعلك أثناء تفقدك للشوارع الخلفية، ستجد هناك العديد من الفنانين والرسامين ممن يقومون بالعروض أو تقديم الرسومات الجميلة للجماهير, وفي العام ، تعتبر ساحة السوق الرئيسية مكان مثالي لزائري كراكوف.
هناك عدد قليل من الأماكن خارج الساحة الرئيسية التي تقدم الإفطار البولندي النموذجي، ولكن أود أن أوصي بالتأكيد بزيارة لوزا كافيه في الساحة، فهو مكان عظيم للجلوس والاسترخاء واكتشاف مشاهد الحياة اليومية في كراكوف عن قرب.
تعد المدينة القديمة هي المنطقة المركزية التاريخية في كراكوف بولندا، وهي واحدة من أشهر المناطق القديمة في البلاد، ولا عجب في ذلك فقد كانت مركز الحياة السياسية في بولندا من 1038 حتى 1596.
وتعتبر البلدة القديمة التي تعود للقرون الوسطى والتي أنشئت في عام 1257 من قبل الأمير بوليسلاف الخامس، حاكم بولندا في ذلك الوقت، من بين المواقع الأولى التي تم اختيارها لقائمة التراث العالمي الأصلية لليونسكو ، كما أدرجت في المركز التاريخي لمدينة كراكوف، وهي أيضا واحدة من الآثار التاريخية الوطنية الرسمية في بولندا، فضلا عن كونها مركز للعديد من المتاحف والمعارض الفنية والمطاعم والفنادق والمحلات التجارية والمسارح مع عدد لا يحصى من أفضل المطاعم في كراكوف .
قاعة القماش، والمعروفة باسم سوكينيس في البولندية، هي أحد أقدم مراكز التسوق في العالم، فقد كانت مركز للأعمال التجارية في ساحة السوق الرئيسية لأكثر من 700 سنة، أما اليوم، فما بين هذه الأعجوبة المعمارية التي تقع في منتصف ساحة السوق ستجد العشرات من الأكشاك لبيع المجوهرات، والحرف اليدوية القماش، والمنحوتات الخشبية وجميع أنواع الهدايا التذكارية والحلى البولندية بأسعار هي في الواقع رحيصة أكثر مما كنت تتوقع.
شارع فلوريانسكا، أو أوليكا فلوريانسكا في البولندية، يمكن القول إنه الشارع الأكثر شهرة في كراكوف، والذي يتخذ اسمه من بوابة فلوريان في الشمال، ويكتسب هذا الشارع الجميل شهرته من العديد من المحلات التجارية والمطاعم الجميلة، فضلا عن مجموعة من المباني المميزة، التي تتمتع بأنماط معمارية متباينة، ففي حين تتباهي بعض المباني بالتأثيرات القوطية، تفتخر الأخرى بالنمط النيو كلاسيكي، فكل مبنى يفتحر أمام الزائرين بتاريخه الخاص في شارع فلوريانسكا.
زيارة قلعة فافل الملكية أمر لا بد منه أثناء زيارة كراكوف، والتي تقع في وسط المدينة وتطل على نهر فيستولا، والتي تعتبر الأن بمثابة متحف مقسم إلى خمسة أقسام مختلفة، بما في ذلك؛ تاج الخزانة و مستودع الأسلحة؛ غرف الدولة؛ شقق رويال الخاصة، ومعرض الفن الملكي، مع مجموعة من الكنوز الأثرية والمقتنيات التاريخية الفريدة.
تم بناء قلعة واويل في القرن 11، وقد تم إعادة تشكيلها خلال نهضة القرن السادس عشر، وقد بقيت كما هي حتى يومنا هذا.
“هنا، كل شيء يذكرك ببولندا، كل حجر وكل شيء، حتى أن كل من يدخلها، يصبح جزءا من بولندا” مقولة تاريخية عن كاتدرائية فافل، أو كاتدرا واولسكا في البولندية، والتي كانت موقع تتويج للملوك البولنديين، فضى عن كونها موقع دفن ورفات معظم الملوك البولنديين، والأبطال الوطنيين والشعراء والقديسين والأساقفة، كما أنها مكان يضم العديد من الأشياء الفنية الهامة، من القوطية إلى الحديثة، حتى إن الكثير من السائحين يؤكدون أن هذا هو المكان الأكثر أهمية في كل مبولندا.
أثناء المشي بين قاعة القماش وكنيسة سانت ماري، قد لا تدرك أنك على بعد أمتار قليلة عن متحف رينك تحت الأرض، أو بودزيميا رينكو في البولندية، والذي يسمح لك باكتشاف تاريخ المدينة بأكملها، من أول المستوطنين إلى التاريخ الحديث، مع الأخذ في الاعتبار أن العدد المسموح به لزيارة المتحف يقتصر على 300 شخص في وقت واحد، لذلك فمن الأفضل الحجز مقدما، ويقع المتحف على الجانب الآخر من كنيسة سانت ماري.
مصنع أوسكار شندلر هو متحف مكرس لتجارب الحرب في كراكوف تحت الاحتلال الألماني لمدة خمس سنوات خلال الحرب العالمية الثانية، حيث يعطي المتحف نظرة ثاقبة عن السكان المحليين البولنديين خلال الحياة اليومية في المدينة، مع الحياة الأسرية، فضلا عن توفير لمحات تاريخية عن الدولة البولندية بأكملها.
بنيت باربيكان، أو بارباكان في البولندية، في عام 1498 باعتبارها أحد التحصينات القوية التي تربط أسوار المدينة، حيث تمتد الجدران على ارتفاع ثلاثة أمتار، وكانت بمثابة نقطة تفتيش لأولئك الذين يدخلون المدينة، أما الأن فهي واحدة من عدد قليل من التحصينات المتبقية والمحاطة بكراكوف إلى الأن، حتى أنها قد تحولت إلى أحد مناطق الجذب السياحي الشهيرى بالمدينة ومكان مميز لإقامة مختلف المعارض.
إذا كنت ترغب في الإقامة بأسعار معقولة في كراكوف، أقترح عليك التخلي قليلا عن نمط الفخامة، واتخاذ قرار بالإقامة في فندق أندلز هوتل أو فندق بورو ذو ال 4 نجوم، وكلاهما يقع في مكان مثالي في قلب وسط مدينة كراكوف، ويتميزان بأسعار معقولة بشكل مدهش.
تغادر كل يوم على فترات منتظمة من اليوم من خارج كنيسة سانت ماري في الساحة الرئيسية، جولة حرة للسير على الأقدام، ويمكن القول أن هذه الطريقة هي أحد أفضل الطرق لاكتشاف التاريخ الخفي من هذا الحي الرائع، خاصة وأن الأدلة البولندية المؤهلة هي من تقود المجموعة، وتكشف عن حكايات الملوك والملكات والأساطير بين شوارع المدينة ومعالمها المختلفة.
