هناك دولة معينة تظل عالقة في ذاكرة كل رحالة وعاشق للسفر مهما سافر وارتحل من مشرق الأرض لمغربها. و السياحة في أوكرانيا رائعة باعتبارها من الدول التي تجمع الكثير من السائحين على أن زيارة واحدة لا تكفيها أبداً، وأنه لا بد من العودة إليها مرات ومرات للاستمتاع مجدداً بكل دقيقة يقضونها بداخلها.
ورغم أن أوكرانيا غنية بوجهات السفر الشهيرة التي تجعلها من أهم دولة أوروبا سياحياً، إلا أن عشاق السياحة يؤكدون أن الأماكن غير المشهورة تضيف لها سحراً خاصاً، لأنها تجعلك تعايش ما مر به الرحالة والمستكشفون القدامى.
من خلال هذا الموضوع سنلقي الضوء على الأسباب التي تجعل عشاق السفر يريدون العودة لزيارة أوكرانيا من جديد بدلاً من التجول في دولة مجاورة واستكشاف معالمها.
أوكرانيا غنية بالمواقع الطبيعية الخاطفة للعيون، فأوكرانيا تتضمن بعض الجبال التي تعطي لغروب الشمس منظراً بديعاً.
كما أنها تتضمن مجموعة من التلال الخضراء التي تغطيها النباتات ليكون شكلها النهائي أشبه باللوحات الفنية.
وهذه المناظر الطبيعية المترامية تتيح لعشاق تسلق التلال الاستمتاع بجولات رائعة والقيام بمغامرات مبهجة تسر النفوس.
كما أن أوكرانيا غنية أيضاً بمعالم بيئية متباينة، ما بين الصحارى وقمم الجبال التي تغطيها الثلوج وحدائق الأزهار ذات الألوان الساطعة والشواطىء ذات اللون الأزرق المريح للأعصاب، بالإضافة لغابات شاسعة مترامية على مساحة تزيد على 11 مليون هكتار.
وبالإضافة لذلك، فإن هناك أكثر من 70 ألف مسطح مائي في أوكرانيا ما بين أنهار وبحيرات وبرك وينابيع وشلالات.
والمدهش أن أغلب هذه المناطق ليست مكتظة بالسائحين كما تظن، وبالتالي فإن أي مكان ستتوجه إليه لن يكون مزدحماً وستشعر أنه ملكك وستحظى بخصوصية استثنائية.
5 عجائب طبيعية تستحق الزيارة في أوكرانيا
الكثير من دول أوروبا ترتفع فيها الأسعار بشدة نتيجة ارتفاع مستوى المعيشة وارتفاع قيمة الرواتب بالنسبة لأبناء تلك البلاد، وبالتالي قد يعاني السائحون من عدم قدرتهم على تحمل نفقات الإقامة في هذه الدول لفترات طويلة.
ولكن الوضع يختلف تماماً في أوكرانيا، التي تعتبر نفقات الإقامة بها رخيصة للغاية بالمقارنة، حتى أن البعض يقارن بين فترات إقامته في أوكرانيا، وإقامته في دول أخرى مثل تايلاند وكوستاريكا والمغرب، ليؤكدوا أن أوكرانيا هي الأرخص من بين تلك الدول، وهكذا يمكنك أن تمدد إقامتك بها بقدر ما تسمح لك تأشيرتك لأن ما ستنفقه طوال تلك الفترة قد يعادل نفقات أسبوع واحد في دولة أخرى نفقات الإقامة بها تكون أعلى كثيراً.
الكثير من الدول تتسم أطباقها المحلية بنكهاتها الغريبة نتيجة إضافة أنواع غير مألوفة من التوابل والمقادير التي تجعل الأكل غير مستساغاً للسائحين الذين يفدون إليها، فتجد هؤلاء السائون يقاطعون أكلات هذه الدولة ويقضون أيامهم بداخلها بتناول وجبات بسيطة من الأكلات المعلبة أو الخضر والفواكه الطازجة لكي تشبع جوعهم وتعطيهم الطاقة اللازمة للقيام بجولاتهم السياحية.
ولكن المطبخ الأوكراني يتسم بأنه يقدم تشكيلة رائعة من الأطباق المحلية اللذيذة وبأسعار معقولة للغاية، فلا يجدون مشكلة فيما يتعلق بالطعام مهما طالت فترة إقامتهم بداخل أوكرانيا.
بعد أن دخلت مدينة لفيف الأوكرانية ضمن لائحة أماكن التراث العالمي الخاصة بمنظمة اليونسكو، صارت المدينة من الوجهات المفضلة لعشاق السفر والسياحة، فالمدينة تنبض بالحياة طوال الوقت، ودائماً ما تسمع فيها أصوات عزف الموسيقى.
هناك أكثر من 50 مهرجاناً موسيقي تستضيفهم المدينة على مدى العام، كما أنها تتضمن أكثر من 30 مطعماً ذات طابع خاص يميز كل منها بديكورات وأجواء مختلفة.
يتميز الشعب الأوكراني بصفة عامة بارتفاع معدلات ذكائه، حتى أن معدل عمل الموظفين الذين يحملون الجنسية الأوكرانية في وظائف ترتبط بالتكنولوجيا المتقدمة تبلغ المرتبة الخامسة بعد الصين والهند وأمريكا وروسيا.
كما أن الشعب الأوكراني بجميع شرائحه العمرية يعشق لعبة الشطرنج التي تعتمد على التخطيط والذكاء والبصيرة.
الأوكرانيون يتحيزون دائماً للشعراء، ويتخذونهم نموذجاً ومثلاً أعلى، فكل مدينة أوكرانية تحتضن تمثال للشاعر الشهير تاراس شيفشنكو، والذي دخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية بسبب عدد التماثيل المقامة له في أنحاء البلاد، فهو أكثر شخصية عامة في العالم لها تماثيل متعددة في عدة مدن وبلدان.
تتميز أوكرانيا بتاريخها المتنوع مما يجعلها أبنيتها ذات طراز عمراني فريد تأثر بأحداث سياسية واجتماعية عديدة على مدى عقود وقرون.
فهناك كنائس عصرية يسيطر عليها ألوان مميزة كالأخضر والوردي، وهناك قلاع عتيقة تم بناؤها بالأحجار، وهناك شوارع مصممة بالكامل على الطراز الأوربي بمبانيها الفسيحة ذات التصميمات الرائعة.
حتى المناطق الشعبية التي تعج بالمباني المصممة بشكل عملي، ستجد بها جمالاً خاصاً يعبر عن سكانها الكادحين.
تبدو أوكرانيا كدولة عالقة بين ماض شديد التعقيد ومستقبل مليء بالأمل، ولذلك فإن قصة معاناة هذه الدولة وتقلبها بين الأنظمة السياسية قد تعطيك دفعة معنوية لكي تدرك أنه مهما تكن المعوقات التي تعانيها في حياتك، فإنك في النهاية ستسعى لتحقيق أحلامك لأن أمامك المستقبل ستشكله بيديك مثلما يسعى أبناء هذه الدولة للخروج من مشكلاتهم الاقتصادية والسياسية نحو مستقبل مشرق.
بالتأكيد أنت لن تصدق خلال زيارتك الأولى لأوكرانيا أنها تتعافى لتوها من الإفلاس الذي مرت به حكومتها عام 2014، لأن جميع مواطنيها تكاتفوا من أجل العمل على استعادة قوتها لتواكب ركب التقدم من جديد.
هل تتذكرون مفاعل تشرنوبل الذي تعرض لكارثة مروعة عام 1986؟
بالفعل وقع انفجار في المفاعل أثناء قيام موظفيه بتجربة محاكاة، فتم إعلان مدينة تشرنوبل منطقة منكوبة، وهاجر نحو 100 ألف شخص على الفور، حيث بدأت عمليات تأمين المفاعل وتغليفه بالخرسانة لمنع تسرب الإشعاعات.
حالياً يمكنك زيارة المدينة والتجول فيها بأمان، ولكن ما ستشاهده سيؤثر في وجدانك مدى الحياة، فأنت ستشاهد نمط الحياة في تلك المدينة منذ نحو 30 سنة كاملة، حيث تجمدت الحياة بداخلها في اللحظة التي هاجر فيها السكان تاركين كل شيء خلفهم.
يمكنك مشاهدة المدارس والمستشفيات والمنازل وحدائق الأطفال، وكيف سيطرت عليها الطبيعة وأخفت بعض معالمهما الخارجية، ولكن معالمها الداخلية تظل كما هي.. فكل شيء يعبر عن آخر عام وصلت فيه الحضارة للمدينة وهو عام 1986.
أوكرانيا لا تعتبر دولة تاريخية وثرية ثقافياً وعمرانياً وطبيعياً فقط، لكنها تقدم لزوارها مجموعة من الأنشطة الرائعة التي ستجعل أوقاتهم فيها مليئة بالمغامرات والتسلية.
ومن هذه الأنشطة التزلج على الجليد وتسلق الجبال وقيادة الدراجات في طرق جبلية والقفز من المرتفعات وعبور البحيرات على متن قوارب التجديف.