تحظى مدينة هوي آن الفيتنامية بالشعبية الكبيرة بين الكثير من سائحي العالم بفضل الهندسة المعمارية الرائعة التي تجمع ما بين التأثيرات الصينية والبرتغالية والفرنسية، فضلا عما تتمتع به من المنازل التقليدية، والجسور الجميلة، والحياة المفعمة بالحيوية، والسكان المحليين الودودون، ما يجعلها وجهة سياحية مفضلة لمحبي التاريخ الغني والثراء الثقافي المتنوع.
كانت هوي آن سابقا ميناء تجاري مهم في الهند الصينية خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر، ولا تزال تحتفظ إلى الآن بالكثير من العمارة الآسيوية الأصيلة، حتى أنك ستستمتع في هذا الموقع المدرج على قائمة التراث العالمي لليونسكو، بمختلف الثقافات الآسيوية الأكثر تميزا، فضلا عن التسوق بين أجمل الأماكن والحرف اليدوية، مع السفر إلى المنطقة الريفية المحيطة المثالية لرحلات الدراجات والشاطئ ورحلات القارب.
بني بيت فون هونغ الأثري في القرن ال 18، وقد عاش به أكثر من ثمانية أجيال من نفس عائلة فون هونغ، ما يجعل هذا المنزل مكان تاريخي رائع يستحق الاكتشاف، ورغم تصنيفه كمتحف، لكنك عند الزيارة ستجده لا يزال أقرب إلى منزل قديم، حتى أن المرشد السياحي اليوم الذي سيأخذك في جولة سياحية بالمنزل، هو أحد أفراد الجيل الثامن للعائلة، فقط اتبع السيدة آن لتظهر لك منزل عائلتها، والعمل على إطلاعك على التفاصيل الدقيقة المميزة للمنزل، بما في ذلك التأثيرات الصينية واليابانية المميزة في كل من العمارة والديكور.
إذا كنت من عشاق الطعام، لن يكون هناك وجهة أفضل في المدينة من السوق المركزي، الذي يقع على ضفاف النهر، والذي يعج بالأكشاك ذات التخصصات المختلفة، بما في ذلك مجموعة كبيرة من الأكشاك التي تبيع المواد الغذائية بأسعار رخيصة للغاية، كأطباق الأرز والمعكرونة فضلا عن المأكولات البحرية الشهية اللذيذة والتي تلقى القبول الكبير من قبل السائحين.
ويشتهر هذا المكان كوجهة شهيرة بين السكان المحليين للحصول على أي شيء، خاصة مع كونه يمتد على مساحة واسعة، ويقدم من خلال محاله التجارية أنواع مختلفة من الفواكه والخضار وحتى المنتجات الحية والطازجة.
يعتبر شاطىء بانغ أحد أكثر الشواطئ ازدحاما في جميع أنحاء فيتنام، حيث يوفر بانغ بيتش امتدادا كبير من الشاطئ الرملي مع المياه الكريستالية المذهلة، حتى أنه يعد المكان المثالي للاسترخاء تحت أشعة الشمس أو الاستمتاع بالسباحة المنعشة، وما يزيد من روعة هذا الشاطىء أن هناك عدد لا يحصى من البائعين يصطفون تحت ظلال أشجار لتقديم المأكولات للمتنزهين على مدار اليوم.
بعد منزل تان كي الأثري أحد أهم وأشهر المعالم السياحية في المدينة، حيث يعود إلى أكثر من 200 سنة، وقد شهد وجود سبعة أجيال داخل الأسرة الفيتنامية نفسها، ويتميز المنزل بالتفرد من الناحية المعمارية والتصميم المذهل، ولا يزال أفراد الأسرة يقيمون في تان كي إلى الآن وهو الذي يجمع تاريخ الملكية في فيتنام بطريقة رائعة.
وقد اعتمد المعماريون في بناء المنزل على أنماط البناء اليابانية والصينية والفيتنامية، وجولة في الغرف المزينة بالكامل والمزخرفة بشكل عتيق سوف تعطيك لمحة عما كانت عليه الحياة بين أكثر من سبعة أجيال من تجار هوي آن.
تمتلىء هوي آن بالخياطين، وهو تقليد ناتج عن ماضي المدينة كميناء تجاري على طريق الحرير، فهنا وفي وقت قصير، يمكنك الحصول على ما تريد من الملابس بتصاميم مصممة خصيصا لك، وهذا ما يميز هذه المدينة بالنسبة للكثير من السائحين، ففي متجر خياط في هوي آن، يمكنك الاختيار ما بين أصناف لا تعد ولا تحصى من النسيج، فضلا عن اختيار الألوان ومن ثم الحصول على القياسات، وفي أقرب وقت في اليوم التالي، ستكون قادرا على الحصول على التصميم الذي تريده.
فوك كين هو الاسم الشائع لقاعة جمعية فوجيان، ومثل قاعات التجمع الأخرى في المدينة، كانت فوك كين مكان تجمع للسكان والتجار والزوار من منطقة معينة تسمى فوجيان، وفي وقت لاحق، تحولت هذا القاعة إلى موقع ديني لتكريم الإله ثين هاو، ولعل زيارة سريعة إلى قاعة جمعية فوجيان يعني القدرة على اكتشاف النوافير الملونة في الفناء، والبوابات المزخرفة المحيطة، فضلا عن التنين المنحوت بشكل جميل في الغرفة الرئيسية.
لن تمل من فرص التسوق في هوى آن، لاسيما إن قمت بزيارة سوق هوى آن الليلي، الذي يقع في شارع نغوين هوانغ، مقابل الجسر المغطى الياباني مباشرة، والذي يفتح أبوابه في الخامسة مساء كل يوم، عندما يفتح أكثر من 500 بائع أكشاك لبيع كل شيء من الهدايا التذكارية إلى الملابس إلى المواد الغذائية الطازجة. ولعل أكثر المنتجات رواجا هنا بين السائحين هو الفانوس الورقي، الذي يضيء بشكل جميل بعد حلول الليل. يمكنك شراء فانوس ملون كهدية تذكارية تذكرك دوما بعد العودة بروعة الألوان والحيوية والتشويق في سوق هوي آن الليلي.
الجسر الياباني المغطى، والمعروف أيضا باسم معبد تشاو تشوا، هو واحد من المعالم الأكثر زيارة في المدينة، إذ يرجع تاريخ بنائه إلى القرن 17 لربط تران فو سانت مع شارع نغوين ثي مينه خاي، وهو جسر مغطى يشبه معبد ياباني، تم الحفاظ على النمط الأصلي لبنائه بعناية لمدة 400 سنة الماضية، بما في ذلك الزخارف والمنحوتات التي تصور الحيوانات. وخلافا لمعظم المباني الأخرى في البلدة القديمة، والتي بنيت وفقا للنمط المعماري الصيني والفيتنامي، احتفظ الجسر بشخصية يابانية مميزة، مع زخرفة وثقافة يابانية.
كانت المدينة القديمة في هوي آن ميناء تجاري محفوظ بشكل جيد يعود تاريخه من القرن الخامس عشر إلى القرن التاسع عشر، ولعلك ستستمتع هنا عند الزيارة بالعديد من المباني التاريخية المبنية على الطراز الصيني التقليدي، والطرق الضيقة المتعرجة، فضلا عن الكثير من المتاحف والمعالم التاريخية التي تزين المدينة القديمة، ولا يفوتك عند الزيارة التجول بين محال بيع الحرف اليدوية والهدايا التذكاية من الفنون الشعبية التي يتم تقديمها في شكل رائع للسائحين، ولكن لايفوتك المساومة للحصول على أفضل الأسعار.
كلا الجانبين من الشوارع بالبلدة القديمة يتمبيزان بالمباني التاريخية المذهلة، حتى أن مجرد السير حول المكان سيمنحك الفرصة للاستمتاع بسحر العالم القديم، وإن شعرت بالإجهاد من السير الطويل سيرا على الأقدام، سيمكنك في هذا المكان تناول بعض الأطباق الفيتنامية الأصيلة في أحد مطاعم المدينة التي يفوح من بين أركانها عبق التاريخ.