مرسيليا قد لا تكون أجمل مدينة في فرنسا، ولكنها ثاني أكثر المدن اكتظاظا بالسكان في البلاد، والمركز الاقتصادي لمنطقة بروفانس ألب كوت دازور، فضلا عن ذلك فهي الآن أكبر مدينة في فرنسا على ساحل البحر الأبيض المتوسط وأكبر ميناء للتجارة والشحن والسفن السياحية، وكانت عاصمة الثقافة الأوروبية جنبا إلى جنب مع كوسيتش وسلوفاكيا في عام 2013، وهي أيضا العاصمة الأوروبية للرياضة في عام 2017، فماذا تتوقع أن تشاهد عند زيارة هذه المدينة الرائعة؟
يقع مطار مرسيليا بروفانس الدولي على بعد حوالي 30 كم من مرسيليا، ويمكنك الاستعانة بالحافلات وسيارات الأجرة للوصول إلى المدينة في أقل من 30 دقيقة.
على الرغم من أن منطقة وسط المدينة رائعة للسير على الأقدام، إلا إن نظام النقل العام في مرسيليا ممتاز، بما في ذلك المترو والذي تغطي شبكته معظم الأماكن في المدينة، كما أن لديك أيضا فرصة أبضا لاستئجار دراجة من جميع المحطات في أنحاء المدينة، فالقيادة سهلة إلى حد ما كذلك.
مثل مدن البحر الأبيض المتوسط الأخرى، فإن الصيف في مرسيليا حار (على الرغم من أنه يمكن تحمله)، لكنه مشمس وجاف جدا بينما الشتاء دافئ بما فيه الكفاية ليمكنك من الاستمتاع على المقاهي في الهواء الطلق، إلى جانب ذلك فإن زيارة مرسيليا في الربيع تقدم فرصا لا مثيل للاستمتاع بالكثير من عروض الأزهار في المدينة وسط أجمل الأجواء المناخية.
تعرفوا على أفضل فنادق مرسيليا لإقامة مريحة
يمكن للضيوف الذين يحبون الاستمتاع بالأطباق المحلية بالوجهات السياحية التي يقومون بزيارتها، اختيار المأكولات المتوسطية في مرسيليا، لاسيما طبق بويلابايس الشهير، وهو حساء السمك المعروف على نطاق واسع في جنوب فرنسا، و إذا كنت تريد المزيد من الاستمتاع بين الأطباق التقليدية قي هذه المدينة الجميلة، فلا تتردد عن زيارة أحد محلات الحلويات التي تقع في سيدستريتس بالقرب من وسط المدينة، إلى جانب زيارة سوق مارشيه ديس كابوسينز التقليدي، وهو سوق ذو نكهة أفريفية أصيلة، هذا فضلا عن سوق السمك الموجود بجوار الميناء القديم ، الذي يعد من أجمل الأماكن في المدينة لمحبي شراء المأكولات البحرية الطازجة.
مرسيليا لديها العديد من المتاحف التي تستحق الزيارة، بدءا من متاحف التاريخ والمتاحف الفنية إلى متحف الدراجات النارية، ويعتبر متحف موسم هو أحد أكثر المتاحف شعبية في المدينة بالقرب من القلعة القديمة. وتمتلئ قاعاته بمنحوتات قديمة من الحضارات الأوروبية والمتوسطية، فضلا عن ذلك هناك العديد من المتاحف الأخرى لجميع الأذواق، بما في ذلك متحف الخزف، حيث يكون بإمكانك رؤية تماثيل الخزف، هذا فضلا عن متحف دي لا ريباراشيون نافال، ومتحف البحرية الشهير بالمدينة.
يمكن استكشاف مرسيليا سيرا على الأقدام لاكتشاف المعالم الرائعة والهندسة المعمارية التاريخية المذهلة، بداية من التجول في وسط المدينة التاريخي حيث ستجد الكثير من المباني القديمة من كاتدرائية القلب المقدس إلى كاتدرائية دي لا ماجور، وننصحك أيضا بمحاولة قضاء فترة ما بعد الظهر في التجول بين العديد من الحدائق العامة، بما في ذلك حديقة دي كولين بوجيت، أول حديقة عامة، والمعروفة الأن بنوافيرها الشهيرة، كما تمتلئ حديقة جاردين دي لا ماغالون القريبة بالمشاهد الطبيعية الجميلة مع الفرص الترفيهية المثيرة، أما بارك بوريلي فهي حديقة رائعة تقع بالقرب من البحر وتمتاز بشعبية كبيرة بين السائحين والسكان المحليين على حد سواء.
كانت قلعة إذا سجن ومعقل قديم، وقد تحولت حاليا إلى أحد أكثر مناطق الجذب شعبية في المنطقة، مع العلم أن هناك جولات بصحبة مرشدين محليين لزنزانات السجن القديمة حيث سجن العديد من الشخصيات السياسية، و يمكنك ركوب العبارة لزيارة هذه الجزيرة والاستمتاع بالمناظر المطلة على البحر الأبيض المتوسط وأرخبيل فريول القريب.
وننصحك إذا كنت تخطط لزيارة مرسيليا، استئجار سيارة والقيام برحلة نهارية إلى أحد المواقع الجديرة بالاهتمام التي تقع على بعد أقل من ساعتين من المدينة، فيمكنك في خلال خمسة وأربعين دقيقة بالسيارة أن تصل إلى كوت دازور، كما يمكنك على بعد أقل من ساعة أن تجد البلدات المرصوفة بالحصى الصغيرة، بما في ذلك أفينيون وأرليز، أما جنوب المدينة فيمكنك الاستمتاع بزيارة حديقة كالانك الوطنية التي تقع على طول ساحل الريفييرا الفرنسية، وتمتد على بعد أكثر من 30 كيلومترا، وهو مكان معروف بمنحدراته البيضاء، علاوة على الخلجان والمياه الزرقاء مع الشواطئ الذهبية.
يجب أن تكون المحطة الأولى لك عند زيارة مارسيليا هو حي لي بانير، وهو أقدم حي في المدينة، ويضم إلى الأن العديد من العائلات التي هاجرت من شمال أفريقيا قبل بضعة عقود، وهو المكان المثالي لاكتشاف الانصهار الثقافي الذي تتميز به مرسيليا، ولعل السير على طول الممرات الضيقة والملونة في هذا الحي مع التمتع بمشهد المنازل القديمة وسط أجواء فريدة من نوعها ستجعلك تشعر وكأنك في متحف مفتوج في الهواء الطلق.
عند مغادرتك لو بانير، ستصل إلى الميناء القديم، وهو رمز المدينة ومركزها، وأحد أهم المناطق الثقافية والتاريخية في مرسيليا، فهو المكان الذي يحرص على زيارته السكان المحليين والسائحين على حد سواء لتناول الطعام وسط إطلالة جميلة أو حتى مجرد الجلوس لساعات، والاستمتاع بمشهد القوارب التي تأتي وتذهب. في روعة وجمال لا يقارن.
وهناك عدد د من الأماكن التي تستحق الزيارة في الميناء، بداية من المقاهي والمطاعم في بلاس أوكس هيلز ، وهو مربع صغير تحيط به نافورة قديمة، إلى جانب زيارة متحف الحضارات الأوروبية والمتوسطية والذي يحمل دائما معارض كبيرة. وإذا كنت متشوقا ، فيمكنك السير في كانبيير، وهو أطول طريق في مرسيليا، حيث يعبر شارع سانت فيريول، وهي منطقة للمشاة تزدحم بالمتاجر الفرنسية والمتاجر الكبيرة.
إن كنت تشتاق إلى الطعام الشرقي في مرسيليا، توجه إلى منطقة كورس جوليان واحرص على تناول الطعام مرة واحدة على الأقل في فيروز، وهو مطعم لبناني شهير يقدم مجموعة متنوعة من الأطباق العربية اللذيذ وبأسعار معقولة.
كما أن منطقة كورس جوليان فهي أيضا مكان فريد من نوعه بشكل خاص، فهو صاخب يعج بالسكان المحليين والسائحين، كما أنه مكان مميز بالفنون، والمقاهي في الهواء الطلق، علاوة على ملاعب للأطفال، وتحيط به شوارع المشاة التي ننصحك بالتجول بها لاكتشاف الجديد بالمدينة، فبعيدا عن قوارب الإبحار الفاخرة من الميناء القديم، سوف تكتشف وجوه جديدة من مرسيليا.