تعرف جايسالمير باسم “المدينة الذهبية” في الهند، وهي واحدة من أكثر المناطق زيارة في ولاية صحراء راجستان، علاوة على كونها أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو كذلك، زيارة إلى هناك ستمنحك الفرصة للاستمتاع بالكثير من المعالم التاريخية والمباني المعمارية ذات الطراز الفريد.
تمثل قلعة جايسالمر هيكل شاهق بطول 1500 متر مع تصميم معماري مذهل، ما يجعل منها أحد أبرز المعالم السياحية للمدينة، وعلى رأس أي قائمة للزيارة في جايسالمير، باعتبارها أحد مواقع اليونسكو للتراث العالمي في عام 2013.
ويعود تاريخ هذه القلعة إلى عام 1156، حيث بنيت من الحجر الرملي الأصفر، ولذا فتعرف أيضا باسم الحصن الذهبي المثير للإعجاب، وتضم هذه القلعة بين جنباتها الكثير من المباني والحصون والقصور التاريخية الرائعة التي تستحق الاكتشاف، فضلا عن ذلك يمكنك أيضا الإقامة داخل القلعة مقابل مبلغ من المال.
تم تسليمها للمغول في أواخر القرن السادس عشر، وظلت تحت سيطرتهم حتى عام 1762، ونظرا لموقعها على الحدود بين الهند وباكستان، فقد استخدمت كقوة خلال الحروب الهندية الباكستانية في عامي 1965 و 1971، لذا فهذه القلعة الغنية بالتاريخ والمعمار، هي متحف مفتوح في الهواء الطلق يجب عليك زيارته.
تعتبر صحراء ثار واحدة من الوجهات السياحية الأكثر شعبية في جميع أنحاء راجستان، ولذا فمن الأفضل لك أن تضعها على قائمتك للزيارة في جايسالمير، للاستمتاع بيوم رائع ما بين الكثبان الرملية الرائعة على ظهور الجمال، فيما يطلق عليه “سفاري الجمال”.
ويمكنك القيام بزيارة خاصة لهذا المكان مع التقاط أجمل الصور الفوتغرافية لشروق الشمس وغروبها، فضلا عن إمكانية التخييم لليلة بين أحضان النجوم المتلآلئة والتي تزيد من روعة المكان خلال الليل.
وتستضيف صحراء ثار مهرجان صحراوي سنوي عادة خلال شهري فبراير ومارس مع عروض العرائس، وسباق الجمال وغيرها من الاحتفالات النابعة من التراث الثقافي للهند، لذا تعتبر ثار واحدة من أفضل الأماكن للزيارة في جايسالمير لاستكمال تجربة راجستان الأصيلة.
إن كنت من السائحين الأكثر ميلا إلى المغامرة، فإن زيارة إلى قرية كولدارا أو كما يطلقون عليها مدينة الأشباح، ستكون من بين أفضل الأماكن للزيارة في جايسالمير، والتي بدت فجأة خاوية من البشر لأسباب غامضة، لا يعرف أحد أسبابها، ويقال أن الأسباب المحتملة لذلك، تتراوح من تضاؤل إمدادات الأساسيات مثل المياه، أو كما يدعي السكان المحليين، تركها أهلها خوفا من الاضطهاد من قبل رئيس وزراء جايسالمير آنذاك وسيم سينغ.
ومع ذلك، أصبحت القرية المهجورة أكثر شعبية كموقع غامض تحدث فيه بعض الأشياء الغريبة، وعلى الرغم من أن معظم السكان في المناطق المحلية يبدو أنهم يختلفون عن هذه المزاعم، إلا أن القصص اكتسبت زخما عندما زار طاقم محققي الخوارق في الهند الموقع وقالوا أنهم شاهدوا أنشطة ليست طبيعية بالمكان.
تعتبر حديقة ديزيرت الوطنية واحدة من أكبر المتنزهات الوطنية في البلاد، وغالبا ما يتم تصنيفها كبيئة مثالية لحماية الحياة البرية الأصلية إلى جانب النباتات والحيوانات من صحراء ثار. وهي أيضا واحدة من الحدائق الوطنية القليلة في البلاد الموجودة على أرض الصحراء.
تشتهر الحديقة بشكل خاص بالطيور النادرة، مثل البستارد الهندي العظيم، مع الآلاف من الطيور المهاجرة التي تزور إلى هذه المنطقة كل عام.
جزء كبير من التاريخ المبكر لمدينة جايسالمير يكمن في كونها كانت مصدر للتجارة الدولية بين الهند ومصر والصين وغيرها، على طول ما يعرف باسم طريق الحرير، الذي كان بمثابة الطريق الرئيسي للتجارة في المنطقة بين الصين والبحر الأبيض المتوسط.
لعب موقع جايسالمير على طول هذا الطريق دورا حيويا على مر السنين، ويعتقد أن ذلك كان أحد الأسباب الرئيسية وراء وقوعها تحت الحصار، فإن كنت من هواة اكتشاف هذا التاريخ المثير، يمكنك زيارة معرض الفنون الحرير الموجود داخل المدينة، والذي يسمح للزوار بمشاهدة وشراء بعض من الحرف اليدوية الأصلية في المنطقة.
يؤكد السائحون على أن زيارة مبنى باتون كي هافيلي من الأمور التي يجب القيام بها عند زيارة جايسالمير، وهو عبارة عن مجموعة من خمسة منازل تاريخية ذات تصميم مذهل، يقال أنها من أول المباني التي شيدت في المدينة.
ووفقا للتقارير التاريخية يعود ناريخ هذا المنزل إلى عام 1805، ويرجع بنائه لتاجر ثري لديه خمسه أبناء، وتعرف عائلته باسم عائلة باتوا، ولعل عظمة الهيكل تعكس الثروة الهائلة التي كانت لدى هذه العائلة ، وعلى الرغم مما تعرض له من تدهور على مر السنين، فإنه لا يزال يتميز باللوحات الجميلة والأعمال الفنية الملهمة، كما أن التصميم المعماري للشرفات والهيكل الخارجي يعكس ثراء ثقافة راجستان المعماري.
متحف ثار التراث هو متحف خاص يقع بالقرب من المدينة، ويوفر للزائرين نظرة فريدة من نوعها على التاريخ الثقافي لبلدة جايسالمير وولاية راجستان. وبصرف النظر عن عرض الدمى الذي يقام هنا في المساء، يضم المتحف مجموعة واسعة من المقتنيات التاريخية، بدءا من القطع النقدية والأسلحة إلى المخطوطات والآلات الموسيقية.
فإن كنت تسعى لفهم متعمق للتراث الثقافي للمنطقة، فإن زيارة لهذا المتحف أمر لا بد منه، فلا يفوتك أن تضعه على قائمة أفضل الأماكن للزيارة في جايسالمير.
يقع هافيلي “سليم سينغ كي” في قلب المدينة، ويعد أحد أجمل البيوت المزخرفة الشهيرة في جايسلمر، وأحد مناطق الجذب التي لا تفوت، بفضل ما يتمتع به من المنحوتات المعقدة التي هي انعكاس للتراث الغني للدولة الصحراوية، والسمات المعمارية لهذا المكان.
كما هو الحال مع بقية الهياكل البارزة في المدينة، هافيلي مصنوع من الحجر الرملي مع تصاميم معمارية رائعة تستحق الاكتشاف، وإن كنت تتسائل عمن قام ببناء هذا المنزل، فإنه يعود إلى رئيس وزراء المملكة آنذاك سليم سينغ.
خارج جدران المدينة، تقع بحيرة غاديسار التي هي مصدر المياه الوحيد لهذه المدينة الصحراوية، والتي تم بناؤها للحفاظ على المياه في أوائل القرن الخامس عشر، وتؤوي البحيرة أيضا الطيور المهاجرة خلال الشتاء، مما يجعلها واحة حقيقية في وسط الصحراء.
ميزة أخرى جميلة من الموقع هو وجود قوس رائع مصنوع من الحجر الرملي الأصفر الطبيعي كبوابة للبحيرة، فضلا عن ذلك تعتبر البحيرة منطقة مثالية للتنزه والاستمتاع، حيث يمكن للزائرين أيضا الاستمتاع بركوب القوارب هنا بين أجمل الأجواء.
جايسالمير هي واحدة من المدن الأكثر شهرة في ولاية راجستان، ولا عجب في ذلك، حيث تعرض أفضل جوانب شبه القارة الهندية، من الجغرافيا إلى العمارة والتاريخ، ناهيك عما توفره لزائريها من تجارب ثقافية مثيرة للاهتمام.