مدينة مانيلا هى عاصمة دولة الفلبين ، ويعنى اسم مانيلا أمان الله ، وتقع تلك المدينة الجميلة على الساحل الشرقي من خليج مانيلا ، غرب مدينة لوزون . وتعتبر من أكثر المدن ازدهاراً من حيث العمران حيث تعد مركز تعليمي وسياسي واجتماعي واقتصادي فى الدولة الفلبينية ، وهي ميناء دولي وثاني كما تعد أكبر مدينة في الفلبين بعد مدينة كيزون سيتي من حيث أعداد السكان ، وتتميز مدينة مانيلا بموقعها الجغرافى المتميز حيث تقع على ساحل خليج مانيلا بالقرب من مصب نهر باسيغ الموجود في مدينة لوزون ، حيث توجد فيها سهول نهر الباسيغ الذي يصب ببحر الصين من خلال قناة في خليج مانيلا ، حيث تقذف المياه الطمي من النهر إلى السهول ، فتقع المدينة على هذه الطبقة من الطمي . ولا تتميز المدينة بجمال موقعها الجغرافى فقط بل تشتهر أيضا بأماكنها الجميلة ومعالمها السياحية التى جعلت منها مقصدا سياحيا شهير . فمن اكثر الاسباب التى تدفعك الى زيارتها هى معالمها السياحية الفريدة التى لن تجدها فى غيرها من البلاد الأخرى .
تقف قلعة سانتياغو كالحارس عند مدخل نهر باسيغ ، فهى واحدة من أقدم وأشهر المعالم السياحية فى مدينة مانيلا . ويقع ضمن أرض القلعة واحة من الحدائق الجميلة ، والساحات والنوافير بالاضافة الى بوابة مقوسة وبركة زنبق جميلة . يقع داخل القلعة متحف ضريح ريزال مفجر ثورة الفلبين ويظهر الضريح بشكل جميل ، وهو المبنى الذي كان يسجن فيه الدكتور خوسيه ريزال البطل الوطني في الفلبين . ويحتوي المتحف على العديد من العروض الرائعة من تذكارات ريزال وإعادة إنشاء زنزانته بالاضافة الى قاعة المحكمة .
أما في الطرف البعيد من الحصن تقع منطقة عسكرية إسبانية يعود تاريخها إلى القرن الثامن عشر حيث قتل مئات الأسرى الفلبينيين والأمريكيين في الحرب العالمية الثانية ؛ أما الآن فهى قاعة الأثاث ريزاليانا والتى تقوم بعرض أثاث عائلة ريزال . أيضا ستجد فى المكان العديد من الزنزانات المختلفة المحصنة ، بما في ذلك واحدة من الزنزانات التى قضى فيها ريزال ليلته الأخيرة . وستجد آثار الأقدام والتى وضعت كعلامة فى الرصيف الذى خطى عليه خطواته الأخيرة حتى وصل الى مكان تنفيذ الاعدام في حديقة ريزال .
أماكن مذهلة للأسرة العربية عند زيارة الفلبين في 2017
كنيسة سان أغوستين هى كنيسة كاثوليكية ن وهى المبنى الوحيد الذي ظل سليما بعد تدمير منطقة إنتراموروس في الحرب العالمية الثانية . بنيت الكنيسة بين عامى 1587 و 1606 ، وهي أقدم كنيسة في الفلبين . وتتميز بواجهة ضخمة تخفي زخرفة داخلية رائعة حيث تذخز تلك الكنيسة بأشياء ذات أهمية تاريخية وثقافية عظيمة . كما تحتوى على اللوحات الجدارية المعقدة في السقف المقبب .
وتتميز بالتصاميم الاسبانية المطعمة بالعاج الأصلي الذي يعود للقرن السابع عشر بالاضافة الى ثريات ذهبية وكرستالية مستوردة من فرنسا حيث قامت اليونسكو بتصنيفها كأحد افضل مواقع التراث العالمي وأكثر ما يميز هذه الكنيسة هو وجود متحف بداخلها فيه صورة نادرة وقديمة وتماثيل لشخصيات تاريخية فلبينية . فهى كنيسة نشطة وتستقبل الكثير من حفلات الزفاف وغيرها من الاحتفالات . لذلك ننصحك بزيارتها لرؤية المناطق الداخلية للكنيسة ويمكنك الدخول مجانا .
كما هو الحال في الحياة ، كان الموت للمواطنين الصينيين الأثرياء في مانيلا الذين دفنوا مع كل وسائل الراحة الحديثة في المقبرة الصينية الضخمة . فهى مقبرة بعيدة عن المقابر العادية التى نعرفها ، فعند رؤيتها سوف تشعر وكأنها ضاحية سكنية تتخللها الشوارع مع مجموعة الأضرحة والتى تتميز بعضها بثريات الكريستال ، كما يوجد فيها ضريح عائلة كاملة تم أسرها من قبل الجيوش اليابانية خلال عام 45 ميلاديا. وتضم القصور التي تحتوي على القبور مطابخ وحمامات وتجهيزات فاخرة تعمل بشكل متكامل ، بالإضافة إلى غرف نوم فخمة مخصصة لزيارة الأقارب . حتى أن بعض هذه القبور يسكنها الأقارب الذين لا يمانعون تقاسم المكان مع الموتى .
ويعتقد أن الإسراف في تجهيز تلك القبور يعكس احترام الصينيين لأفراد أسرهم المتوفين ، حيث ينتشر اعتقاد صيني أن أرواح الموتى تنتقل للعيش في الآخرة وأن قبورهم هي منازلهم على الأرض . كما أن جثث الأطفال لا توضع داخل المقبرة الصينية ، وإنما تحرق جثثهم ويوضع الرماد في مبنى خاص داخل الحي .
يقع هذا المتحف فى مبنى كلاسيكي جديد ، ويضم المتحف الرائع مجموعة واسعة ومتنوعة ، بما في ذلك قلنسوة اى غطاء للرأس يعود الى أقدم سكان الفلبين المعروفين ، وهو تابون الذي عاش حوالي 24،000 قبل الميلاد . ويخصص جزء كبير من المتحف لحطام سان دييجو وهى سفينة إسبانية غرقت قبالة ساحل لوزون في عام 1600 ، بالاضافة الى عناصر مخزنة مثل السيوف المغطاة بالقشرة والقطع النقدية والألواح الخزفية والحلي وغيرها . وتشمل الكنوز الأخرى مجموعة كبيرة من القطع الأثرية الإسبانية والآلات الموسيقية ، المنسوجات الأصلية.
يتميز هذا المتحف اللامع بأربعة طوابق من المعارض المنسقة بشكل رائع حول الثقافة والفن والتاريخ الفلبيني . ويقدم المتحف مجموعة عبارة عن معرض رائع يتكون من 60 صورة شخصية ، تتبع تاريخ البلاد ، كما يعرض فيه مجموعة من المجوهرات الاسبانية والأشياء الذهبية كما يقوم بتسليط الضوء على بعض القطع الرائعة . وتميل المعارض الفنية الدورية الخاصة بالمتحف إلى عرض سادة فلبينية مثل لونا وأمورسولو ، وعروض دولية أحيانا مثل يايوي كوساما .
متحف متروبوليتان هو متحف الفن الحديث لرئيس وزراء مانيلا ، فهو معرض على مستوى عالمي حيق يقوم بعرض الفن الفلبيني المعاصر والتجريبي . في الطابق الأرضي يوجد المعارض الدورية ، في حين أن الطوابق العليا لها مجموعة دائمة من اللوحات الحديثة والمجردة. وهناك أيضا مجموعة من الحلي الذهبية الاستعمارية والفخار في الطابق السفلي . كما يتوفر هناك جولات بصحبة مرشدين أيام الثلاثاء والخميس الساعة العاشرة والنصف صباحا والساعة الثانية مساء ، ولكن عليك أن تحجز مسبقا .
يقع ضريح ريزال ضمن قلعة سانتياغو ، ستجد ضريح ريزال في المبنى حيث السجن الذى سجن فى البطل الثورى ريزال . كما أنه يحتوي على مختلف تذكارات ريزال ، بما في ذلك المسودة الأولى من روايته نولي لي تانجير ، ونسخة من رواية مي ولتيمو أديوس بعنوان وداعى الأخير .
يعد هذا المتحف الاستنساخ الجميل للبيت الاستعماري الإسباني حيث يوفر نافذة على نمط الحياة الفخم للنبلاء في القرن ال التاسع عشر . مثل إميلدا ماركوس التى قد بنيت لتسليط الضوء على العمارة والتصميم الداخلي في الفترة الإسبانية في وقت متأخر ، مع ميزات فخمة في جميع أنحاء وبعض العناصر المثيرة للاهتمام مثل المرحاض المزدوج الجالس . قد لا يكون المتحف هو المكان الأصلى لذلك بل هو استنساخ ولكنه يضم العديد من الأثاث العتيق المذهل بالاضافة الى الأعمال الفنية الرائعة .
مدينة مانيلا هى واحدة من المدن التى لا يجب عليك أن تفوت فرصة زيارتها فهى من أجمل وأفضل المدن فى الفلبين . وفى النهاية نتمنى لكم رحلة سعيدة وقراءة ممتعة .