تقع سكارا براي في أكبر جزيرة في اسكتلندا على الساحل الغربي من البر الرئيسي و لكن الأهم من أين تقع سكارا براي هو ما هي سكارا براي ؟ هي عبارة عن قرية يرجع تاريخها إلى العصر الحجري و هي القرية أكثر كمالاً و اكتمالاً في شمال أوروبا و هي أقدم من أهرامات الجيزة و من ستونهنج و هي محفوظة جيداً لدرجة تدعو للتعجب و لكن هذه القرية تعطينا فكرة جيدة عن حياة المزارعين الذين كانوا يعيشون هناك في الفترة ما بين 3200 قبل الميلاد و 2500 قبل الميلاد، و لكي تعرف أكث عن هذه القرية الغامضة و العجيبة اقرأ معنا هذا المقال و اكتشف أسرارها التي ستجعلك تحزم حقائبك في أقرب وقت وتتجه لاسكتلاند.
خلال فصل الشتاء من عام 1850 ضربت عاصفة عنيفة للغاية جزر أوركني و لم يكن هذا النوع من العواصف القوية معتاداً في ذلك الوقت و في تلك المنطقة و مع ذلك هذه المرة كانت الرياح أقوى ما يمكن مما أدى إلى جرف مجموعة كبيرة من الرمال و الأعشاب و الذي بدوره كشف عن عدد من المباني الحجرية و نتيجة للبعثات العديدة التي تم ارسالها إلى الموقع لمعرفة هذا المكان تم اكتشاف مجموعة من ثمانية مباني.
تم اكتشاف أن القرية بها ممرات ضيقة و منخفضة مغطاة بالتراب تربط بين الثمانية مباني الموجودة بالقرية و بها سبعة منازل جميعها بنفس التصميم و الشكل و كل منزل يتألف من من غرفة مربعة مع موقد أو مدفأة مركزية و هناك سرير على كل جانب من الغرفة و هناك رفوف على الجدار المقابل للباب، و بسبب عدم وجود أشجار على هذه الجزيرة اضطر القرويون إلى بناء وطنهم بالكامل من الحجر و هذا يشمل الأسِرة و المقاعد و المدفأة و مواقد طهي الطعام و قد قاموا ببناء كل هذا في مكب سابق للنفايات حيث قاموا بافراغها من محتواها و بنوا منازلهم الحجرية مما ساعد على عزل القرية و استخدموا الأعشاب لتغطية الأسطح.
أما المبنى الثامن في القرية فينقسم إلى عدة أقسام صغيرة و يُعتقد أنه بني خصيصاً ليكون ورشة عمل لسكان القرية بسبب اكتشاف عظام و قرون حيوان الوعل هناك و قد عثر علماء الآثار أيضاً على أحجار بركانية جرفتها الأمواج على الشاطيء من أيسلندا و قد استخدم القرويون كل ذلك لخلق أدواتهم الحجرية لأغراض المعيشة و العمل، كما عثر علماء الآثار على عدد كبير من القطع الأثرية خلال بحثهم في حفريات الموقع و التي تشمل مجوهرات مصنوعة من العظم و العاج و دبابيس الشعر و الكؤوس و الأطباق المصنوعة من عظام الحيتان و الدلافين و وجد الباحثون أيضاً ألعاب النرد و المعلقات و الإبر و السكاكين و الجواريف و قد استطاع سكان القرية صناعة الفخار المزخرف بطريقة رائعة، تستطيع مشاهدة جميع تلك المنحوتات و الأدوات فهي متاحة للعرض في مركز الزوار في الموقع بالاضافة للعديد من الآثار و القطع الأثرية.
و لسبب ما وصلت الحياة في سكارا براي إلى نهايتها في حوالي سنة 2500 قبل الميلاد و يُعتقد أن القرويون تخلوا عن منازلهم بسبب إحدى الكوارث التي أحاطت بالمنطقة و مع ذلك فإن علماء الآثار يعتقدون أن الرياح و رذاذ الماء و الملح و البحر مع الزمن قد يدمرون المزارع و الأراضي الزراعية على مر الزمن و بالتالي هذا جعل سكان القرية يهاجرون إلى منطاق بها أراضي زراعية أكثر انتاجية.
تم تشجيع السياح على زيارة المنازل التي أعيد بناؤها و كذلك لزيارة مركز الزوار هناك الذي يمتليء بالآثار و التحف الأثرية الخاصة بسكان القرية قديماً كما أنه يوجد به مقهى إذا أحب السياح الاسترخاء قليلاً و شرب بعض القهوة كما يوجد متجر لشراء التذكارات و الهدايا لتذكيرهم بذلك المكان المدهش كما أن الزوار لديهم فرصة لخلق فن عصر حجري حديث لوجود مكان للأطفال و البالغين يمكنهم من لعب الألعاب التفاعلية و قضاء يوم ممتع.
الموقع مفتوح للسياح و الزوار على مدار العام و لذلك لا تفوت فرصة الذهاب إلى اسكتلندا لمشاهدة ذلك المكان الرائع.