هذه الرحلة هي أول فرصة للسفر إلى خارج مصر واتمنى ألا تكون الأخيرة، فالسفر والحكايات عن البلاد والثقافات والشعوب ليس لها نهاية أو حد، ودوما ما تبعث في النفس التشويق، في رحلتي إلى اليابان .. أتحدث إليكم آية ناصر 20 سنة..
وعن تجربتها تتحدث آية؛ كانت رحلتي إلى اليابان لمدة شهر، وكان من أجمل ما مر علي طوال حياتي، فكل شىء هناك مميز ورائع، بداية من الخدمات إلى الشوارع والناس، فالمياه هناك تتمتع بدرجة نقاء مذهلة، حتى انك ممكن تتناول الماء من أيا من الصنابير في الشوارع، أما عن الهواء فهو نقي ونظيف جدا لأبعد الحدود، وهذا الأمر لا يسري على شوارع العاصمة فحسب، بل أنني قمت بزيارة العديد من الأماكن القريبة، وبالفعل لا توجد هناك أي أثار للقمامة.
وقبل رحلتي إلى اليابان كان هناك من يقولون عن الشعب الياباني بأنه يتسم بالكآبة، ولا يعرفون طريق للابتسامة أو الضحك، ولكن بعد الزيارة، كان الأمر علي النقيض تماما، فقد تعاملت مع كثير من السكان المحليين الودودين، وكنت أفقد الطريق كثيرا في طريقي إلى الجامعة، وعلى الرغم اني كنت اتحدث بعض الكلمات باليابانية، لكنهم كانوا يحاولون بأبسط الطرق الحديث معي، وأوقات كثيرة كانوا يقومون بتوصيلي للمكان المرغوب، وكثيرون كانوا يحاولون المساعدة، حتى أنني شعرت أن الوعي لديم يزداد خاصة تجاه المسلمين، وبالفعل ستجدهم يبادلونك نفس الابتسامة خاصة كبار السن.
كنت دائما أشعر خلال رحلتي إلى اليابان أني ملكة، فكل الناس تنحني لتقدم التحية في المحلات علي وجه الخصوص، وبالفعل لديهم قاعدة هي “الزبون دائما على حق”. فجميع المنتجات الصناعات، لها أهداف ودقة لراحة المستخدم، مع العلم أنني كانت لدي صورة ذهنية أن الكثير من هذا الشعب يقبل على الانتحار بسبب صعوبة العمل وزيادته عليهم، لكنني وجدت شعب يحترم العمل ويحبه، وقد أجريت مع الكثير منهم مقابلات شخصية، تحدثوا خلالها معي عن جوانب سيئة في العمل الياباني, لكنهم لم يغفلوا الجوانب الايجابية، التي لولاها لم ينهضوا بهذا الشكل السريع.
بالفعل يتميز هذا الشعب بالدقة والنظام فوقت الراحة للراحة، ووقت العمل للعمل الجاد، ومن المواقف التي تؤكد حديثي، أنني كنت معتادة ركوب الباص وأنا ذاهبه إلى الجامعة في الصباح، وكنت دوما ما أجد السائق يكتفي بالتحيات الصباحية وأشعر بكونه متعجل جدا، حتى أنني لم أكن أعرف حتى استفسر منه عن الطرق، إلا أنني في أحد المرات ركبت الباص من الموقف نفسه وكان هناك بعض الوقت علي ميعاد الانطلاق، فتعجبت عندما بدأ السائق في الحديث معي، ويعرفني الطرق والأوقات وقدم إلى كل الأوراق الخاصة بكل باصات طوكيو.
وشعرت أيضا أنني إن لم أكن أعرف بعض الكلمات باليابانية لم أتمكن من التعامل هناك، لأن فعلا معظم السكان لا يتحدثون الانجليزية وحتي لو تحدثت عن عدم فهمك سيستكمل حديثه بالياباني مع بعض من لغة الاشارة.
وكان الطعام أيضا من الأمور الصعبة التي واجهتني، لأن معظم الطعام مضاف له كحوليات و شوربة خنازير، حتى أنني طلبت ذات مرة كاري بشوربة سي فود وكان بالنسبة لي من أكثر الأطعمة المضمونة، فكانت الشوربة شوربة خنزير، لذا فاعتمادي كان على السوشي، والمخبوزات، باعتبارهم الأضمن.
من الأماكن الرائعة التي قمت بزيارتها أكيهابارا “جنة الأنمي”, ديزني لاند, كاماكورا، ولا تفوتون مشاهدة ورود الهيدرانجيا التي تتفتح من شهر 6 لنهاية 7, ذلك فضلا عن زيارة يوكوهاما , أودايبا, وهاراجوكو إن كنت من محبي التسوق، ذلك علاوة على منطقة اكيبكورو، شيبويا التي يقع بها تمثال “هاتشي” بطل القصة المشهورة.
أجمل ما استمتعت به كانت الصداقات في اليابان، فضلا عن الاختلافات بين الثقافات.
كانت رحلتي إلى اليابان في آخر شهر يونيه، وأول شهر يوليو، وكان الطقس حار جدا مع رطوبة عالية، لذا أنصحك السفر إلى هناك في الشتاء أو الربيع، وخاصه الربيع حيث تكون الأجواء المناخية متميزة كما يشهد هذا الفصل من العام تفتح أزهار الساكورا، مع احتفالات ومهرجانات كثيرة.
وإن قمت بالزيارة في الصيف، فمن الأفضل أن يكون معك شمسية، تحميك من الشمس والمطر، لأنه فصل ممطر، وفيه تستطيع مشاهدة زهور الهيدرانيجيا، والتي لا تظهر إلا خلال في الصيف، ولكي تحافظ أيضا على جسمك من الرطوبة، يمكنك تناول الكثير من المشروبات مثل الشاي الأخضر، والمياه بأطعام مختلفة وتحتوي على فيتامينات.
مع العلم أن اليابان بلد مرتفع الأسعار بشكل كبير، فيما يتعلق بالمواصلات والتكاليف، لذا إن كنت ستسافر إلى هناك في شهر أو أقل ممكن تستعين ببطاقة Japan rail pass ، والتي ستمنحك الفرصة لزيارة الكثير من الأماكن وتستخدمه في المواصلات أيضا.
فضلا عن ذلك، خطوط المترو في اليابان معقدة جدا، حتى لو معك تطبيق، لذلك قم بإجراء الكثير من البحوث عبر جوجل، واعمل على كتابة أسماء المحطات، وإن فقدت الطريق، يمكنك السؤال عبر مركز معلومات موجود في كل المحطات. ومن الأفضل أيضا ألا تسأل السكان المحليين، لأن هناك الكثير منهم لن يتعاونوا معك، على اعتبار أن أمن ومراكز المعلومات موجودة في المكان، ولأنهم أيضا أحيانا يخشون أن تكون معلوماتهم خطأ.
في جميع المواصلات، من الضروري أن يكون تليفونك على وضع صامت واسمه هناك “وضع الأخلاق”. وممنوع أيضا أن تتحدث بصوت عالي، لأن معظم راكبي الموصلات بيكونوا خلال طريق عودتهم من العمل مرهقين وليسوا في حاجة إلى الضوضاء، علاوة على ذلك هناك مقاعد مخصصة لكبار السن، فلا تجلس بها.
بالنسبة للغة؛ معظم اليابانيين لا يتحدثون سوى اليابانية، إلا أن هناك مواصلات بها ترجمة للغة الانجليزية، لكنك لن تجد إلا القليل في محطات المترو أو المحلات يتحدث لغة غير اليابانية، ولمواجهة هذه المشكلة، من الأفضل أن يكون معاك أبليكشن للترجمة، وهذا يسري أيضا حتى في معظم المحلات والمطاعم، فالعالمين هناك أيضا يستخدمون جوجل ترانسليت.
وعلى الرغم من ذلك ، فمن الأفضل لك أيضا حفظ بعض العبارات باللغة اليابانية، بما في ذلك التحيات، فهذا الأمر سيكون محل تقدير كبير من قبل السكان خصوصا في المحلات والمطاعم أو أي مكان تقوم بزيارته.
بالنسبة للعملة والتعامل المادي، فهو سهل جدا، كل العملات مكتوب عليها القيمة ماعدا الخمسه والعشرة.
بالنسبة للإنترنت، كل الأماكن والمواصلات يوجد بها نت بشكل يسير، وفي حال أردت أن يكون معك نت في حالة استخدام جوجل مابس، ستذهب لأقرب مكان بيبيع أدوات الكترونيه، واكترها شهرة هو big camera و labi وتسأل عن Sim card، وهي ليست مرتفعة الأسعار بشكل كبير ب 2000 ين، واستخدامها شهر.
بالنسبة للطعام، من الصعب أن تجد أطباق حلال في اليابان، خاصة أن معظم الأطباق هناك ستجدها مضافا إليها الكحوليات، ولجوم الخنزير، فهذا هو طعامهم الرئيسي، وإن كنت لا تعرف اللغة اليابانية، فسيكون من الصعب جدا تقرأ المكونات، لذا فأما أن تكتب كل الممنوعات في ورقه وتسأل عليهم عند الشراء، أو تستخدم جوجل لترجمه الصور. وهذه أمثلة للمكونات والأطعمة التي يدخل في تكوينها الخنازير؛ ハーム、 豚肉、お酒、ラード
هناك أيضا محلات الحلال والتي باتت تزداد بشكل كبير في اليابان خاصة مع اقتراب عام 2020 والأوليمبيات، ومصطلح الأكل الحلال، أصبح منتشر بشكل كبير ومتعارف عليه.
اليابان دوله آمنة لن تتعرض فيها للسرقة أو النصب، كل الأسعار واحده في كل الأماكن ومكتوبة واحدة لليابانين والأجانب.
من الأماكن التي تستحق الزيارة في طوكيو، برج طوكيو ويستحسن الزيارة في أيام الأسبوع وليس في أيام العطل، الإضاءة رائعة جدا وهتشتمتع برؤية اليابان كلها بمبانيها الضخمة. أكيهابارا، “جنة الأنمي”، إن كنت من محبي الأفلام الكرتونيه فستجد كل الفيجرز والشخصيات والألعاب اللي بتحلم بيها هناك.
كاماكورا ، ستتمكن هناك من مشاهدة زهور الهيدرانجيا بكثرة، وأمثال بوذا الأكبر، وكتير من المعابد التقليدية.
نيككو بلد ريفية شويه، بعيدة عن زحمة طوكيو، ستستمتع فيها بروعة اليابان التقليدية، وتقع على بعد ساعتين من طوكيو.
ديزني لاند بعروضها الخيالية، أنصحك تاخد تيكت وتكمل فيها يومين لأن يوم واحد لن يكفي لاكتشافها كاملة.