تعتبر مدينة متسخيتا واحدة من أقدم المدن في جورجيا، وهي واحدة من أقدم المدن المأهولة بالسكان في العالم، ويؤكد الخبراء أن رحلتك إلى جورجيا لن تكتمل دون زيارة هذه المنطقة المذهلة، نظراً لحقيقة أن مدينة متسخيتا القديمة لا تبعد عن تبليسي سوى 20 كم، كما أنها أحد الوجهات الرائعة التي تستحق الزيارة والاكتشاف في البلاد.
متسخيتا هي منطقة إدارية كبيرة، تقع في الجزء الأوسط من البلاد وتحتل مساحة 6786 كيلومترا مربعا. في الشمال تحدها الشيشان، في الجنوب والشرق تحدها منطقة كاخيتي الجورجية.
تضم متسخيتا بقايا أثرية ذات أهمية كبيرة تشهد على روعة فن البناء، وروعة الحرف اليدوية ، والفخار ، وكذلك صب المعادن ومعالجتها ، والتطور الاجتماعي والسياسي والاقتصادي لهذه المملكة الجبلية منذ حوالي أربعة آلاف سنة.
وتقع متسخيتا جورجيا على مفترق طرق بين أوروبا وآسيا ولها مزايا استراتيجية واقتصادية مهمة حتى أواخر العصور الوسطى. وقد كانت عاصمة مملكة إيبيريا الشرقية الجورجية من القرن الرابع قبل الميلاد وحتى القرن الخامس الميلادي ، عندما انتقل الملك فاختانغ غورغلاس إلى بلاطه إلى تبليسي.
يمكنك زيارة هذه المدينة الجميلة في أي موسم، فالشتاء هنا لطيف وجاف، ويمكنك خلال هذا الوقت من العام الاستمتاع بالتزلج وزيارة الجبال الثلجية المذهلة وقضاء وقت ممتع من الترفيه.
وفي الصيف ، يستمتع المصطافون في مدينة متسخيتا بالمظلات الهوائية وركوب الخيل وركوب الدراجات والمشي لمسافات طويلة إلى شلالات المياه، فضلا عن الاسترخاء في الشوارع الضيقة من المدن القديمة، وزيارة الأديرة والقلاع التاريخية الرائعة.
كما يمثل الاستمتاع بالمناظر الطبيعية الجميلة في هذه المدينة الجميلة، تجربة مريحة من الربيع إلى منتصف الخريف، أضف إلى ذلك ما ينتظرك من هواء صحي شفاف وينابيع معدنية محلية تملأ المسابح على مدار العام.
قائمة الجذب السياحي في المنطقة واسعة للغاية ، وترضي كافة أذواق الزائرين ورغباتهم، بداية من السياحة البيئية إلى السياحة الدينية، لاسيما وأن المدينة تضم الكثير من الآثار، حتى تم إدراجها ضمن مواقع التراث العالمي لليونسكو.
تعتبر كاتدرائية سفيتيتسخوفيلي مكانًا مهيبًا يستحق الزيارة، وهي عبارة عن كنيسة أرثوذكسية تعود للقرن الحادي عشر مزينة بمنحوتات حجرية، ويقال أنها موقع لأول ملك مسيحي لجورجيا.
وتعد هذه الكنسية، أول كنيسة مسيحية على الطراز الجورجي في متسخيتا جورجيا، وتقع على بعد 20 كم شمال غرب عاصمة تبليسي، وتعمل تعمل حاليا كمقر لرئيس أساقفة متسخيتا وتبليسي.
أما كاتدرائية جفاري فهي تحفة معمارية ومثال معماري مذهل لروعة الكنائس الشاهقة فوق تلة في متسختا، ووفقًا للأسطورة ، فقد بنيت على الموقع الذي أقام فيه القديس نينو أول صليب أرثوذكسي.
وبفضل الأهمية التاريخية والتصميم الفريد ادرجت هذه الكاتدرائية في قائمة اليونسكو للتراث العالمي في عام 1994 تحت اسم دير الصليب.
وربما كان عامل الجذب الرئيسي في متسخيتا هو دير جفاري، الذي يطفو على جبل يطل على نهاري متكفاري و أراجفي، ويعد الدير الذي يعود تاريخه إلى القرن السادس مكانًا رائعًا للاستمتاع بمشاهدة غروب الشمس ومكانًا شهيرًا للتصوير الفوتوغرافي لحفلات الزفاف في حال القدوم خلال الموسم المناسب.
تضرر الدير بشدة على مر السنين وخضع للكثير من التجديدات. وفي حين تم تدمير العديد من اللوحات الجدارية والفسيفساء الداخلية ، لا تزال المناطق الداخلية مهيبة وستجعلك تشعر بهيبة المكان.
دير شيو عبارة عن مجمع معبد كامل من المباني التي أقيمت في أحياء متسخيتا، ويمثل أحد أبرز المراكز الدينية والثقافية في جورجيا، وحتى الآن ، يمكن للمرء أن يرى الكهوف التي تم حفرها على جانب التل من قبل الرهبان.
ويقع دير شيو في مكان غابة جميلة على الضفة اليسرى لنهر كورا في جورجيا، على بعد 40 كم من تبليسي ، في منطقة متسخيتا ، على الضفة اليسرى لمدينة متكفاري، ويعد مثال رائع على التصميم المعماري المذهل، مع الكثير من الجماليات والزخارف التي يمكنك ان تراها ما بين المنحوتات واللوحات التاريخية الجميلة على الجدران.
قلعة انانوري هي الموقع السياحي الأكثر أهمية في تاريخ المدينة، حيث تم بناؤها لأعراض دفاعية كما استخدمت لحماية وتغطية السكان في حالة انسحابهم إلى الجبال، وتمتاز بموقعها الرائع وإطلالتها الخلابة على المشاهد الطبيعية المحيطة.
تقع هذه القلعة في شمال المدينة حديقة صغيرة، مع قلعة مذهلة تطل على النهر، وتمنح الزائرين رغم كونه صغيرة الفرصة للاستمتاع بإطلالة رائعة على المشاهد الطبيعية المتنوعة ، بما في ذلك الجبال إلى الشمال.
تمت استعادة هذا الدير الذي يعود إلى القرن الرابع في القرن الحادي عشرـ وهو في حالة جيدة جدًا اليوم، حيث تزين النقوش البارزة الشكل الخارجي ، في حين أن اللوحات التي تزين الديكورات الداخلية تعود إلى القرن السابع عشر. المناطق المحيطة بالمتحف تمتاز بالمناظر الطبيعية الجميلة، لذلك هو مكان جميل لاستكشاف .
يضم متحف متسخيتا التاريخي مجموعة متنوعة من الاكتشافات الاثرية المذهلة التي تعود إلى العصر البرونزي، بما في ذلك المقتنيات التاريخية والمخطوطات والمجوهرات وغيرها من الأدوات التي كانت تستخدم في تلك الفترة.
يعد وادي تروسو وجهة طبيعية رائعة تستحق الاكتشاف، وكان قديما منطقة مكتظة بالسكان تتكون من قرى صغيرة ومنازل مسقوفة وأحياء قديمة وقلاع، وقد تمكنت هذه القرى من الحفاظ على مظهرها التاريخي حتى يومنا هذا، أيضا في وادي تروسو ، تم العثور على العديد من الكنائس الصغيرة على طراز القاعة التي يعود تاريخها إلى القرن العاشر.
تشمل الأنشطة الشعبية في الهواء الطلق في متستخيتا، الرحلات والمشي لمسافات طويلة ومشاهدة الطيور وركوب الخيل وركوب الدراجات الجبلية وسباقات الدراجات وصيد الأسماك وتسلق الجبال وتسلق الصخور والتخييم.
ويُعد الطيران المظلي وجولات التزلج ورحلات مشاهدة الجليد والجولات السياحية من الأنشطة الشهيرة ما بين الشباب والرياضيين ذوي الخبرة الذين يصلون إلى منطقة مدينة متسخيتا.
وتمثل مدينة متستخيتا منطقة مشهورة جداً للمشي لمسافات طويلة حول قمة جبال كازبيجي الشهيرة (Kazbegi) ، مع وادي دار يال الرائع في الشمال وممر Truso إلى الجنوب، ما بين الوديان العميقة والأخاديد مع الجداول السريعة والجبال المذهلة.