في حين توصف أنقرة بالمركز السياسي في تركيا، تصنف اسطنبول بكونها المدينة الأكثر حيوية في البلاد، وكذلك الأكثر زيارة من قبل السائحين، و على الرغم من أن هذة التصنيفات بها بعض الحقيقة، فإن كلا المدينتين لهما جوانب إيجابية وسلبية، وفي التقرير التالي سنلقي الضوء على إيجابيات وسلبيات العاصمة التركية ( أنقرة ) ومركز الثقافة ( اسطنبول ) بحيث يمكنك أن تقرر المدينة الأفضل بالنسبة لك والأكثر ملاءمة لقضاء عطلتك الخاصة.
ليس سرا أن كل زاوية من اسطنبول لديها حكاية تاريخية يمكنك أن تكتشفها من قبل السكان المحليين، بما في ذلك المباني الهامة التي يقبل السائحين على زيارتها كالمساجد والمتاحف التاريخية فضلا عن الكنائس أيضا. فإلى جانب منطقة السلطان أحمد ومساجدها الكبرى والقصور العثمانية، تضم العديد من الأحياء في المدينة الكثير من الخلفيات والتأثيرات الأوروبية واليونانية الأرثوذكسية والأرمنية كذلك، فقط تحتاج وتنتظر من يعمل على اكتشافها.
مشهد الطعام في اسطنبول هو مزيج رائع ما بين القديم والحديث، مع المطاعم التي كانت موجودة منذ عقود، والمساعي الجديدة من الطهاة المشاهير لإدخال أحدث النكهات واللمسات العصرية، وفي العام فإن الطعام في اسطنبول لذيذ وشهي، مع العديد من الخيارات المتنوعة لترضي كافة الأذواق والميزانيات، بداية من أطباق الكباب البسيطة وحتى وصفات الأناضول الحديثة والحلوى التركية التي لا تقارن.
ستحظى عندد زيارة المضيق الشهير الذي يفصل القارات وهو مضيق البسفور بتجربة جديدة و مختلفة كل يوم، ناهيك عن الإطلالة الرائعة على أجمل المشاهد الطبيعية وفرص ركوب العبارات إلى الجانب الآسيوي أو جولة البوسفور الطويلة التي تسمح للزوار اكتشاف تلك المدينة الضخمة من كل زاوية.
ولك أن تعلم أن الجانب الآسيوي مختلف تماما عن الجانب الأوروبي، وحتى إن كنت تعتقد أنك رأيت كل شيء في اسطنبول، يمكنك أن تأخذ العبارة إلى كاديكوي لاستكشاف حي مختلف تماما، ولا ننسى أن هناك بالطبع جزر الأمراء، تلك الوجهة الصيفية الشهيرة التي تتمتع بشعبية كبيرة بين السكان المحليين والسائحين كذلك، خاصة من محبي الاسترخاء بعيدا عن صخب الحياة العامة.
على الرغم من أن اسطنبول مدينة جميلة بها الكثير من المعالم السياحية الفريدة والأجواء الجميلة إلا أن بها بعض المساوىء التي قد تدفع البعض لعدم زيارتها وتغيير وجهته في تركيا إلى مدينة أخرى أكثر هدوءا؛ فلماذا؟ كتف الأمر في السطور التالية:
يرى خبراء السفر إن حركة المرور في اسطنبول تمثل كابوس مطلق للسائحين، حيث يمكن أن تقضي ساعات طويلة في الوقوف بين شوارع وساحات اسطنبول، حتى أنه لابد عند الزيارة أن تعطي نفسك الكثير من الوقت للانتقال من النقطة Aإلى B ، فضلا عن ذلك ينصحك الخبراء أيضا بتجنب قيادة السيارة لأنك قد تجد مشكلة كبيرة في عملية التوقف في أي مكان.
اسطنبول مزدحمة للغاية، خاصة مع الحشود السياحية الضخمة التي تصل إلى هناك يوميا، حتى إن وسائل النقل العام هي دائما كاملة إلى الحد الأقصى، ولذا ستضطر دوما للاعتماد أكثر على سيارات الأجرة وهو أمر قد لا يناسبك خاصة إن كنت من أصحاب الميزانيات المحدودة، إلى جانب ذلك فالأمر لن يناسبك إن كنت من محبي الهدوء والبعد عن الضجيج، ومن الباحثين عن فرصة للاسترخاء بين انغام الطبيعة الجميلة.
أول شيء ستلاحظه عند وصولك إلى أنقرة هو اللون الأخضر الرائع الذي يغطي أنحاء المدينة في كل مكان، وهو أمر مفقود في اسطنبول، فالأشجار هنا تكسو الشوارع، والحدائق (حيث يمكنك أن تأخذ في الواقع نزهة هادئة) موجودة بكثرة في الطرقات العامة على عكس اسطنبول، فأنقرة لم تعتمد على التركيز على فكرة البناء المعماري بقدر الاهتمام بالعالم الطبيعي، وهو أمر رائع ومريح للنفس والعين.
أنقرة هي مدينة سكنية وسياسية، وهذا يعني أنها أكثر هدوءا وأكثر تنظيما بالمقارنة مع الفوضى التي قد تجدها في اسطنبول، فعلى الرغم من أنها أيضا تعرف بالزحام المروري القليل خلال ساعة الذروة، لكنك بالطبع لن تحتاج إلى وقت طويل للتنقل من مكان لأخر، كما هو الحال في اسطنبول، كما أن الشوارع هنا أيضا ليست مكتظة، وفي عطلة نهاية الأسبوع من الممكن الخروج للتنزه دون الشعور بالضجيج والصخب جراء كثرة الحشود السياحية.
أنقرة هي ملاذ للمتسوقين مع الكثير من مراكز التسوق الحديثة التي تضم مجموعة متنوعة من العلامات التجارية، فمن الطبيعي أن تتمتع عند زيارتك العاصمة بالكثير من الفرص الترفيهية الرائعة، فالاستمتاع هنا لا يقتصر على مشاهدة المعالم السياحية فقط، بما في ذلك ضريح مصطفى كمال أتاتورك، متحف الإثنوغرافيا، والمدينة القديمة المحيطة التي تعتبر الوجهة المفضلة للكثير من السائحين، بل يمتد للتسوق أيضا.
من مقر بنك المدينة المزخرف بشكل جميل (الذي بني في عام 1925 من قبل جوليو مونجيري) إلى مباني المكاتب الحديثة التي تعود إلى 1960 في حي أولوس، أنقرة لديها الكثير لرؤيته، خاصة بالنسبة لعشاق الهندسة المعمارية. حتى محطة القطار في المدينة (التي بنيت في عام 1937) هي مثال رائع على التصميم الراقي، جنبا إلى جنب مع أبراج الساعة القديمة والمصابيح المعدنية التي تزين الشوارع الجميلة في هذه المدينة المثيرة للاهتمام والتي تستحق الزيارة والاكتشاف.
ورغم هذه المميزات الرائعة التي تتمتع بها مدينة انقرة التركية، التي تتيح لك الاستمتاع ما بين الحدائق الجميلة والمعالم السياحية المتنوعة، لكنها أيضا شأنها شأن أي مدينة عالمية أخرى، بها بعض المساوىء التي ندعوك لتتعرف عليها معنا في التقرير التالي.
ثقافة المطبخ في أنقرة ليست متنوعة مثلما هو الحال في اسطنبول، فلا تتنوع المطاعم في العاصمة بالشكل الموجود في مدينة اسطنبول، ولكنك في العام ستجد ما يرضي ذوقك من الكباب إلى الأسماك الطازجة، ومجموعة متنوعة من الأطباق التركية الرائعة الموجودة في أنقرة.
لعل أهم ما يميز مدينة اسطنبول كونها تضم الكثير من الفعاليات الثقافية الرائعة، وهو أمر قد لا يتواجد بنفس القدر في أنقرة التي يرى الخبراء أنها تفتقر للحياة الثقافية بالشكل المطلوب، فلا توجد هنا أحداث رئيسية مثل المعارض الفنية أو الأحداث الموسيقىة أو المهرجانات الموسمية الجذبة لعدد كبير من السائحين.
ماذا عن رأيك، وأيهما تفضل للزيارة، اسطنبول ام أنقرة، فهل تفضل الحياة الصاخبة والعصرية أم انك من هواة الهدوء والاسترخاء والباحثين عن الاستجمام عند زيارة تركيا، شاركنا بأرائك في التعليقات.. في انتظارك.
