تتعدى رحلة السياحة في المجر أكتشاف بودابست أو نهر الدانوب، حيث ستفاجئك بلدة ايجر الصغيرة في هذا البلد الجميل بتنوع معالمها وكثرة تجارب السفر التي يمكنك الاستمتاع بها، حيث تعتبر إيجر واحدة من أكثر مدن البلاد روعة، بفضل وجود عدد كبير من مناطق الجذب في مركزها الصغير ، فضلا عن تاريخها الغني، لذلك فهي مدينة تستحق الزيارة إلى جانب مدينة بودابست المثيرة للإعجاب خلال رحلة السياحة في المجر.
عندما تبحث عن رحلة ليوم واحد من بودابست تجسد التاريخ الغني والمناظر الطبيعية الجميلة ، اتجه شمالًا إلى مدينة إيجر التي تقع على بعد أقل من ساعتين بقليل من بودابست بالسيارة ، حيث يمكنك الاستمتاع بمدينة القلعة التي تشتهر أيضًا بتراثها وتاريخها الغني.
تعد ايجر وجهة مثالية لمحبي السير على الأقدام ، لأن هناك العديد من الأشياء المثيرة للاهتمام في كل ركن من أركان شوارعها الجميلة، ولأن وسط المدينة مغلق أمام كل حركة المرور.
من السهل العثور على فندق أو أماكن خاصة للإقامة في المدينة، كما تعتبر إمكانيات التخييم جيدة أيضًا في المنطقة المحيطة بإيجر، ما يجعل من المدينة وجهة ممتازة ترضي كافة خيارات الزائرين على اختلاف أنواعهم.
من السهل الحصول على سيارة أجرة في إيجر ، ولكن عليك في بعض الأحيان مناقشة السعر مع السائقين حتى لا تضطر في النهاية إلى دفع مبالغ مرتفعة مبالغ فيها مقابل رحلتك. كما توجد حافلات محلية في إيجر وفي المنطقة المحيطة بالمدينة، حيث أن هناك خطوط حافلات من ايجر إلى المدن الكبيرة في هنغاريا أيضًا.
على الرغم من أن مدينة ايجر ممتعة للزيارة على مدار العام ، إلا أنه يمكن أن يصبح الجو باردًا للغاية ويتعذر الوصول إلى بعض المعالم السياحية في فصل الشتاء، فضلا عن أن الطقس حار جدًا في فصل الصيف، لذا فيعد فصلي الربيع والخريف هي مواسم جيدة للذهاب إلى إيجر.
القطار إلى إيجر: تتمتع إيجر باتصال ممتاز مع بودابست ، حيث تعمل القطارات كل ساعة. كما يمكنك ركوب الحافلة إلى إيجر من محطة ستاديوك في بودابست، حيث تستغرق الرحلة حوالي ساعتين وهي خيار أسرع نسبيًا من القطار.
تقع ايجر في مكان ملائم على بعد حوالي ساعتين بالسيارة من بودابست ، وهي واحدة من أجمل مدن المجر مع العديد من المباني التاريخية المذهلة.
لن تكتمل رحلتك إلى إيجر دون زيارة الساحة الرئيسية في المدينة، ففي هذا المكان الساحر ستتعرف عزيزي المسافر على سبب تسمية إيجر أيضًا باسم “لؤلؤة الباروك” في أوروبا.
وفي هذه الساحة الممتعة سيمكنك الاستمتاع بتناول الطعام في أحد المطاعم ذات الإطلالة الرائعة على المباني والمعالم الجميلة، بما في ذلك نافورة وتمثال استفان دوبو ، وهو القبطان الهنغاري الشجاع الذي قاد قواته ضد غزو العثمانيين عام 1552، كما ستستمتع خلال التجول في هذه الساحة التاريخية أيضا بروعة المباني ذات الطراز الباروكي والكنائس الكاثوليكية التي تزين جوانب الساحة.
وخلال الزيارة إلى هذه الساحة لا تدع الفرصة تفوتك لدخول الكنيسة الصغرى ، والتي تعد من أجمل المباني في المدينة، حيث تم افتتاحها في القرن الثامن عشر بتصميم جميل يضفي على الساحة مظهرا رائعا، أضف إلى ذلك ما تحويه الكنيسة من اللوحات الجدارية الجميلة التي صنعها مارتون ريندل ، تحكي قصة حياة القديس أنتوني راعي الكنيسة.
تقع قلعة إيجر على جانب التل ، على مسافة قريبة من الساحة الرئيسية “دوبو تير”، لذا فيمكنك عبر الساحة عبور نهر إيجر الصغير واتباع الشوارع الضيقة المتعرجة على طول التل حيث ستصل إلى البوابة الرئيسية لمدخل القلعة.
القلعة هي جزء من التحصينات التي بنيت في القرن الخامس عشر وهي مرتبطة بشجاعة الجنود الهنغاريين الذين شاركوا في رد الهجمات على المدينة في عام 1552، لذا لاعجب أن تحتل تلك القلعة مكانة مميزة في التاريخ المجري، حيث تعد مثال على البطولة والشجاعة.
كان العثمانيون يسيطرون على إيجر في الفترة من 1596 إلى 1687 ، وخلال هذه الفترة بنوا عشرة مآذن في المدينة ، ولا يوجد منها غير واحدة فقط تقع بجوار كنيسة القديس سيباستيان ، موقع المسجد السابق ، ويعود تاريخها إلى بداية القرن السابع عشر.
بعد زيارة قلعة ايجر ، يمكنك الخروج من المجمع باستخدام الجانب الخلفي من القلعة والسير حتى تصل إلى مئذنة ايجر، والتي تم بناؤه بعد فترة وجيزة من انتصار الجيش التركي في عام 1596، ويبلغ ارتفاعها 40 متراً وهي مصنوعة من الحجر الرملي الأحمر.
وبعد أن استعادت هنغاريا السيطرة على إيجر ، حاول السكان المحليون هدم المئذنة باستخدام ما لا يقل عن 400 من الثيران ولكن دون نجاح. اليوم ، يمكنك تسلق 97 من درجات الدرج، والوصول إلى الشرفة العلوية حيث تستعد لاكتشاف بانوراما جميلة للمدينة.
على الجانب الآخر من الساحة تعد كنيسة إيجر عبارة عن مبنى مثير للإعجاب وهائل، حيث تعد ثالث أكبر كاتدرائية في المجر ، وقد تم بناؤها على الطراز الكلاسيكي الحديث .
في ضواحي إيجر هناك فرصة رائعة للاستمتاع بروعة الحمامات الحرارية في الهواء الطلق، والتي تعد مكانا مثاليا لاستمتاع الكبار والصغار على حدا سواء، حيث يوجد في المجموع سبعة حمامات متنوعة تناسب جميع الاحتياجات والاختيارات.
فبدءًا من حمام الكبريت الساخن الذي تبلغ درجة حرارته 37 درجة مئوية إلى المياه الغنية بالمعادن والتي تبلغ 27 درجة مئوية ، هناك العديد من حمامات السباحة للأطفال والكبار والمغامرين وأولئك الذين يرغبون فقط في الاستمتاع بمياه دافئة لطيفة.
تقع إيجر على بعد 10 كيلومترات من الحافة الجنوبية الغربية لأكبر حديقة وطنية في المجر، حيث تشتهر حديقة بوك الوطنية بجبلها ومساحات كبيرة من غابات الزان والبلوط ، وتشتهر بتكويناتها الصخرية الكارستية في شكل الكهوف فضلا عن الأودية والأحواض، ما يعني العديد من فرص الاستمتاع والترفيه والانسجام مع الطبيعة البكر.
من المحتمل أن تكون كنيسة سانت نيكولاس الصربية هي أقل كنائس المدينة شهرة، خاصة أن الكنيسة لم تعد اليوم قيد الاستخدام ، فهي بمثابة متحف يمكنك زيارته، كما أن الكنيسة تستحق المشاهدة لكونها مختلفة تمامًا عن الكنائس الكاثوليكية في المدينة.
