أذربيجان بلد رائع ولازال يحتفظ إلى الآن بتقاليده الوطنية منذ قرون، بما في ذلك التقاليد الخاصة بولادة الأطفال، والأعياد، والحصاد وغيرها الكثير. وعلاوة على ذلك، تتجسد أيضا العديد من التقاليد في أذربيجان في الضيافة والثقافة والمعتقدات الشعبية والملابس الوطنية والمهرجانات وسبل الترفيه، واليوم يمكن للسائحين ملاحظة هذه التقاليد الوطنية المحفوظة بعناية في شتى سبل الحياة اليومية المعتادة.
ومن المعرف أن تراث وثقافة وحضارة هذه المنطقة المعروفة اليوم ببلد أذربيجان لها جذور قديمة وحديثة، حتى أنه يعتقد أن شعب أذربيجان الحديث قد تلقى الكثير من التأثيرات من مختلف الحضارات والشعوب القديمة، بما في ذلك القبائل الألبانية، القوقاز الأصليين، ووصول الأوغوز الأتراك في وقت لاحق، والتي تبدو اليوم في مختلف جوانب الحياة بداية من المهرجانات وحتى الطعام كذلك، وفي التقرير التالي ستتعرف معنا على أبرز هذه التقاليد التي أثرت الحياة الوطنية في أذربيجان.
أذربيجان بلد يحافظ فيه على التقاليد الوطنية، ولعل أحد أقدم التقاليد للشعب في هذا البلد هو الاحتفال بعيد النوروز، وهي العطلة المعروفة بعيد الربيع وبداية السنة الجديدة، ويحتفل به في يوم الاعتدال الربيعي خلال 21-22 مارس، ويعد هذا العيد لدى الشعب الأذربيجاني هو رمز للتجديد في كل شىء.
الاحتفالات الثقافية خلال نوفروز تشبه إلى حد كبير تلك الموجودة في بلدان أخرى في المنطقة، وهي إيران، وتبدأ الاستعدادات لنوفروز أو نوروز قبل فترة طويلة من العطلة استعدادا لبداية السنة الجديدة، فيحرص الناس على تنظيف المنزل، وارتداء الملابس الجديدة، وطلاء البيض، وإعداج المعجنات الوطنية مثل شاكاربورا ، باكلافا ومجموعة كبيرة ومتنوعة من المأكولات المحلية .
وتسود خلال هذا العيد الاحتفالات المبهجة والمرح ويقوم السكان المحليين بمجموعة من التقاليد الخاصة بهم في سبيل جلب الحظ والتوفيق في بداية السنة بالنسبة لهم.
ويعتبر اليوم الأخير من السنة القديمة ذات خصوصية كبيرة من قبل الأذربيجانيين، ففي عشية عطلة نوفروز تتجمع الأسرة بأكملها في المنزل لتناول الأطباق التقليدية والترحيب بالضيوف وسط أجواء من السعادة الممزوجة بالعادات والتقاليد الموروثة منذ القدم.
الأزياء الوطنية في أنذربيجان جميلة جدا ومبتكرة، وخاصة الخاصة بالنساء التي دائما ما تجدها مزينة بتطريز معقد مع قطع ذهبية جميلة، وترتدي المرأة الملابس من الحرير والرجال من النسيج والكشمير محلي الصنع.
ويعكس نمط الملابس الحالة الزوجية وعمر المالك، فارتداء الفتاة يختلف اختلافا ملحوظا عن المرأة المتزوجة، فالنساء الشابات يرتدون الملابس الزاهية والأكثر أناقة، بينما تكون المرأة المتزوجة أكثر تحفظا.
تأثر المطبخ الأذربيجاني، على مر القرون، بأغذية ومطابخ الثقافات المختلفة بسبب الواقع السياسي والاقتصادي الذي مر على البلاد خلال السنوات السابقة، ومع ذلك، يتميز المطبخ الأذربيجاني اليوم بمميزات فريدة من نوعها قام على تقديمها السكان الأصليين في البلاد، فبالنسبة للأذربيجانيين الغذاء جزء هام من ثقافة البلد وهو متأصل بعمق في تاريخ وتقاليد وقيم الأمة.
ومن أشهر المهرجانات الغذائية التي يمكنك أن تجدها في البلاد، مهرجان ثقافي يقام كل عام في منطقة غويشاي، ويعرف باسم مهرجان الرمان، وهو مهرجان يتميز بأطباق أذربيجانية قائمة بالاساس على فاكهة الرمان، ويقام خلاله مواكب احتفالية مع الرقصات والموسيقى الأذربيجانية التقليدية، وذلك في أكتوبر من كل عام، ويشهد حضور الكثير من السكان المحليين.
تشمل الموسيقى في أذربيجان أنماط مختلفة تعكس التأثيرات من إيران والقوقاز وآسيا الوسطى، وفي العام فإن الموسيقى الأذربيجانية هي أيضا مماثلة للموسيقى الإيرانية والتركية .
الطبيعة الرائعة والمناخ والموارد الطبيعية في البلاد أنتجت أثرا كبيرا على التفكير الفني ومهارات الإبداع للشعب الأذربيجاني كذلك، وعلى الرغم من الظروف والصعبة التي تمر بها مختلف أنواع الفنون في أذربيجان، فإنها لا تزال تمثل وتوفر فرصا ممتازة لتكوين فكرة كاملة عن تاريخ الفنون الجميلة في البلاد، بما في ذلك الفنون الشعبية متعددة الألوان والتي ترتبط بشكل وثيق مع الحياة اليومية، ويمكنك أن تشاهدها في الأواني الفخارية والأسلحة والزينة كذلك.
ولعل النماذج المادية والثقافية، التي عثر عليها بالحفريات الأثرية في إقليم أذربيجان، تشهد على أن تصنيع الأواني الفخارية والخناجر والفؤوس والأحزمة والزينة من البرونز صناعات تاريخية في البلاد تم استخدامها في الحياة اليومية القديمة.