الكثير من عشاق السفر يفضلون زيارة الأماكن التاريخية التي ترجع لآلاف ومئات السنين، لأنها تكشف كيف عاش البشر خلال تلك العصور وكيف تمكنوا من بناء حضاءاتهم والنجاة في هذا العالم الموحش بدون وسائل تكنولوجية كالتي نتمتع باستخدامها حالياً وكأنها من المسلمات.
والبعض يفضلون السياحة الترفيهية التي تعتمد على أنشطة مريحة وممتعة يتم تقديمها وفقاً لأعلى درجات الرفاهية، مثل زيارة المنتجعات السياحية والشواطىء ومراكز العناية بالبشرة.
وهناك من يتميزون بعشقهم للسياحة في عرض الماء، فهم يفضلون الرياضات والألعاب المائية مثل ركوب الأمواج والغطس والتجديف. غير أن عشاق رياضة الغطس يفضلون دائماً مشاهدة الأحياء المائية في أعماق البحار والمحيطات للاستمتاع بمشاهدة الأسماك الملونة من فصائل غريبة ومتنوعة، كما أن البعض يتجرأ ويقترب من عالم الأسماك المفترسة كالحيتان والقروش.
ولأن المحيطات والبحار تغطي أكثر من 70% من مساحة كوكب الأرض، فإن الاتجاه السائد حالياً في عالم السفر هو السياحة المائية، خاصة وأن ما تم اكتشافه بالفعل من هذه المساحات المائية لا يتخطى نسبة 5%.
ومع التغيرات المناخية التي يشهدها كوكب الأرض في السنوات الأخيرة بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري، فإن عالم الأحياء المائية قد تغيرت معالمه كثيراً، ولذلك ننصحك بالتعرف على أجمل الوجهات السياحية البحرية لعشاق رياضة الغطس حتى تستمتع بزيارتها خلال الفترة المقبلة!
يعتبر البحر الأحمر واحداً من أجمل البحار في العالم، فهو يمتلىء بالأسماك المتنوعة والشعاب المرجانية، كما أن شواطئه رائجة جداً بالنسبة لعشاق رياضة الغطس.
وتنتشر شواطىء البحر الأحمر بين قارتي آسيا وأفريقيا على مساحة تتخطى الألف ميل بدءاً من شبه جزيرة سيناء وحتى المحيط الهندي، حيث يحتضن أكثر من ألف نوع من الأسماك و200 نوع من الشعاب المرجانية وألف نوع من الأحياء البحرية الأخرى.
تقع جزر بونير Bonaire الكاريبية على ساحل جنوب البحر الكاريبي الذي يحد فنزويلا.
وقد تم إقامة حديقة مائية لحماية الكائنات الحية داخل مياه جزر بونير منذ نحو 25 عاماً.
وتمتاز المياه حول تلك الجزر بأنها شفافة ونقية للغاية، مما يسمح لعشاق رياضة الغطس بالاستمتاع باستكشاف الأحياء البحرية أسفل الماء، والتقاط صور رائعة.
يقع الحيد المرجاني العظيم في ولاية كوينزلاند الأسترالية على مساحة قدرها 133 ألف ميل مربع ممتدة بطول يبلغ 1600 ميل، وهي تحتضن أكثر من 3 آلاف جزيرة.
ويعتبر الغطس في الحيد المرجاني العظيم مغامرة رائعة لا يشعر بها إلا هواة المغامرات واستكشاف الأحياء المائية.
تمتاز منطقة واكاتوبي Wakatobi الإندونيسية بأنها تحتضن العديد من الشعاب المرجانية والأحياء البحرية، ولكنها تحتاج لخبرات خاصة من المهتمين برياضة الغطس حتى يمكنهم استكشاف الأماكن الآمنة الصالحة للغطس.
تقع منطقة بالاو Palau ضمن جزر ميكرونيسيا الموجودة في قلب المحيط الهادي على مسافه تتخطى 3 مليون ميل من شواطئه، وهي عبارة عن ألفي جزيرة استوائية متناهية الصغر، وتعتبر بالاو واحدة من أهم دول المحيط الهادي حيث تحتضن 200 جزيرة شكلت ثقافتها المميزة، وهي تمتاز بعادات وتقاليد شعبها الفريدة والتي جذبت إليهم انتباه السائحين، خاصة وأن المياه المحيطة بجزر بالاو تتضمن أكثر من ألفي نوع من الأسماك، كما أنه تم إنشاء محمية بحرية خاصة لحماية أسماك القرش.
يمكنك بسهولة التوجه إلى بالاو من أندونيسا أو الفلبين، واللتين تعتبران أقرب دولتين لها.
تعتبر جزر غالاباغوس Galapagos واحدة من أجمل سبع عجائب بحرية في العالم، ورغم ذلك فإنها لم تحقق بعد الشهرة التي تستحقها بين عشاق رياضة الغطس.
وتمتاز جزر غالابوغوس بروعة المناظر الطبيعية تحت مياهها، حتى أن مناظر الأسماك النادرة تلفت الانتباه أكثر من الشعاب المرجانية.
تمتاز دولة بليز Belize الواقعة في أمريكا الوسطى والمعروفة سابقاً باسم هندوراس البريطانية بأن بها 7 مواقع هامة دخلت ضمن لائحة منظمة اليونسكو للتراص العالمي.
وواحد من هذه المواقع الهامة هو الحيد المرجاني الذي يعتبر ثاني أكبر حيد مرجاني في العالم، وواحد من أكثر الأعماق البحرية تنوعاً وتميزاً.
ويختوي الحيد المرجاني في بليز على نحو 90% من أنواع الأحياء المائية المنتشرة بالعالم، وبالتالي فإن رحلات الغطس في هذا الحيد تعتبر تجربة استثنائية فريدة ليس لها مثيل.
تعتبر منطقة توفي Tufi الواقعة في بابوا في غينيا الجديدة واحدة من أجمل الأحياء البحرية في العالم، فهي تحتضن بداخلها بقايا حطام أسطول بحري تم الاستعانة به في الحرب العالمية الثانية، ويعتبر استكشاف هذا الحطام من أمتع الأنشطة لعشاق رياضة الغطس.
كما أن المياه غنية بأسماك حصان البحر وأسماك المطرقة بأشكالها الغريبة والتي يصل طول بعضها إلى مترين لتبدو مثل الأسماك العملاقة التي تسيطر على أعماق الماء.
وإذا كنت من عشاق الغطس فلا تفوت زيارة منطقة سيبادان Sipadan الواقعة في ماليزيا، وهو عبارة عن حيد رائع على حافة قارة آسيا، يتملىء بالأسماك المتنوعة.
وقد تم تحويل هذا الحيد عام 2003 إلى حديقة مائية طبيعية لإنقاذه من عمليات صيد الأسماك بالديناميت، وبعد أن تم استعادته والحفاظ عليه صار واحداً من أهم الوجهات السياحية العالمية لعشاق رياضة الغطس.
تقع واحة يوكاتان Yucatàn في المكسيك، وهي تمتاز بمنظرها الخلاب الذي يبدو وكأنه لوحة في كاتب خيالي من عالم السحر. فالواحة يرجع عمرها إلى ملايين السنين، ويتخللها كهوف تحت الماء تعتبر متعة حقيقية لعشاق المغامرات من محترفي رياضة الغطس.
تقع حديقة ثيغفيللير Thingvellir الوطنية في آيسلندا، وهي تعتبر ملتقى القارات الثلاثة: امريكا الشمالية وأوروبا وآسيا، وهي المكان الوحيد في العالم الذي يعتبر الغطس فيه فرصة لتواجدك في مكانين في وقت واحد، لأن موقعك سيكون بين قارتين وبالتالي ستبدو وكأنك موجود في القارتين في ذات الوقت.
والحديقة غنية بالشعاب المرجانية والنباتات البحرية والأسماك بألوان وأشكال بديعة تخطف العيوان.
تقع جزر كايمان Cayman غربي البحر الكاريبي. وهي تعتبر قمم جبلية تعلو سطح الماء لمرتفعات صخرية غمرتها المياه منذ آلاف السنين.
وتمتاز الأحياء المائية داخل مياه جزر كايمان بألوانها الساحرة للعيون. وقد تم في عام 2008 الإعلان عن مبادرة “الغطس 365” التي تتيح لعشاق رياضة الغطس أن يستكشفوا أماكن سرية ومختفية داخل الجزر في رحلات غطس ومغامرات اسكتشافية رائعة، مما جعل الغطس في جزر كايمان واحدة من أهم خمس وجهات سياحية بحرية .
