سراييفو هي واحدة من المدن الأكثر إثارة للاهتمام في أوروبا، فضلا عن كونها منارة الأمل في السلام والتسامح وتنوع الثقافات، فعلى الرغم من ماضيها المضطرب، فقد تعافت اليوم من معظم الأضرار التي سببتها الحروب اليوغوسلافية في الفترة 1992-1995، وباتت سراييفو عاصمة عالمية للبوسنة والهرسك مع تطور شرقي فريد من نوعه، يمكنك أن تلمسه في الشعب الودود والأطباق اللذيذة والمباني التاريخية وغيرها الكثير مع مزيج ساحر من الثقافة العثمانية والأناقة الأوروبية في قلب البلقان.
تتمتع سراييفو بمناخ قاري مع صيف حار وشتاء بارد، وتتراوح درجات الحرارة في الصيف 25 درجة مئوية خلال النهار، في حين أن ليالي الشتاء يمكن أن تنخفض فيها درجات الحرارة بشكل كبير، ويعتبر شهري يونيو وسبتمبر أشهر جيدة للسفر إلى هذه المدينة الجميلة لتجنب الطقس البارد أو الحار والحشود كذلك.
يقع مطار سراييفو الدولي على بعد بضعة كيلومترات إلى الجنوب الغربي من المدينة، ولأنه لا توجد وسائل نقل عام مباشرة من المطار، فإن سيارات الأجرة هي الخيار الأكثر ملاءمة. وهناك خيار أخر إن كنت ترغب في توفير بعض المال هو استقلال سيارة أجرة إلى محطة الترام القريبة في إليدزا ومن ثم ركوب الترام من هناك إلى المدينة.
مع العلم أن هناك حافلات بين سراييفو وأماكن عديدة، بما في ذلك موستار وبانيا لوكا، وكذلك إلى وجهات دولية مثل زغرب وبلغراد والعديد من المدن المركزية والغربية في أوروبا، وعلى الجانب الأخر يمكن بسهولة التنقل سيرا على الأقدام إلى معظم وسط سراييفو، بما في ذلك منطقة البلدة القديمة.
توجه إلى شارع كازاندزيلوك (أو زقاق كوبرزميث القديم) (Kazandžiluk Street) لاختيار ما ترغب في شرائه من منتجات رائعة، بما في ذلك مجموعة متنوعة من الهدايا التذكارية المحلية بأسعار مخفضة.
ويعتبر سوق بوفلجا (Buvlja market) أفضل سوق في الهواء الطلق في المدينة، حيث يمكنك شراء جميع أنواع الاشياء القديمة المثيرة للاهتمام، فإذا كنت تبحث عن السجلات القديمة، والأجهزة المنزلية، أو الهدايا التذكارية اليوغوسلافية، يمكنك العثور عليها هنا.
اذهب إلى مطعم لوكا بالقرب من أكاديمية الفنون الجميلة لتناول مجموعة من أجمل الأطباق المحلية، إذ يصنقه الكثير من السائحين على أنه أحد أفضل المطاعم في المدينة، علاوة على مطعم أسسينيكا ستاري غراد.
يقضي معظم سائحي المدينة الكثير من الوقت في اكتشاف البلدة القديمة ( ستاري غراد )، والتي يتألف النصف الشرقي منها من حي باسكارزيجا، في حين أن يقدم النصف الغربي الهندسة المعمارية والثقافة التي وصلت مع النمسا والمجر.
وبداية لابد أن تعلم أن المكان الأول الذي ننصحك بزيارته خلال رحلتك بسراييفو هو باسكارزيجا، وهو أقدم حي في المدينة القديمة مع الشوارع المرصوفة بالحصى والمساجد والمحلات التجارية المبنية على النمط الشرقي في قلب المدينة ، وهو مثال رائع على التعايش بين الأديان، فإلى جانب العديد من المساجد تجد أيضا الكنائس القريبة، فلا تفوت الزيارة.
يقع جبل بيلاسنيكا في الجزء الأوسط من البلاد، مباشرة جنوب غرب سراييفو، وفي حين يصبح هذا الجبل مكان شعبي للاستمتاع بالسير لمسافات طويلة في فصل الصيف، يتحول في فصل الشتاء إلى جبل للتزلج على الجليد، ويمكنك زيارته في رحلة نهارية من سراييفو، مع العلم أن هناك فرص للإقامة على الجبل لمن يفكرون في قضاء الليل.
إلى جانب ذلك فإن زيارة إلى جبل تريبفيتش الذي يطل على المدينة من ارتفاع نحو 1600 مترًا عن مستوى سطح البحر، ستضيف إلى رحلتك الكثير من الاستمتاع، بداية من الحصول على إطلالة رائعة للمدينة وحتى الاسترخاء بين أجمل المشاهد للنباتات والطيور الفريدة، وإن كنت من محبي المغامرة، لا يفوتك هنا تسلق الجبال وركوب الدراجات والسير لمسافات طويلة.
كان هذا الجسر موقع اغتيال أرتشدوق الإمبراطورية المجرية النمساوية فرانز فرديناند في 28 يونيو 1914، وهو الحدث الذي أثار بداية الحرب العالمية الأولى، وكان على الجسر نصب تذكاري للقاتل غافريلو برينسيب، ولكن تم إزالته خلال حرب 1992-1995.
فيجنيكا (قاعة المدينة)، تم بناء هذا المبنى الأكثر رمزية من العصر النمساوي المجري في سراييفو على الطراز المغربي في عام 1896 كقاعة للمدينة، إلا أنه بعد الحرب العالمية الثانية، أصبح المبنى موطنا للمكتبة الوطنية والجامعية للبوسنة والهرسك، حتى دمر تماما في عام 1992 أثناء الحرب البوسنية، وبعد ترميم واسع النطاق استمر لسنوات عديدة، أعيد بناء المبنى في شكله الحالي.
المتحف الوطني للبوسنة والهرسك: يقع المتحف الوطني للبوسنة والهرسك في مجمع بناء كلاسيكي جديد رائع يعود تاريخه إلى عام 1913، في حين تغطي مجموعاته تاريخ البلاد في مجالات علم الآثار والإثنولوجيا والتاريخ الطبيعي.
متحف نفق سراييفو: هو نفق ضيق تحت الأرض طوله 800 متر، حفره السكان المحليون مع الكثير من التضحية بالنفس تحت مدرج المطار، لتأمين إمدادات الإسعافات الأولية إلى المدينة، و اليوم، تحول جزء صغير من “نفق الأمل” (20 مترا) والمنزل الذي يقع عند مدخله إلى متحف صغير، مع الصور ومقاطع الفيديو عن الأيام الوحشية للحرب.
تقدم تلال سراييفو المحيطة مناظر رائعة على المدينة، ولكن بعض الألغام الأرضية من الحرب لا تزال موجودة على بعضها، وحتى تحافظ على سلامتك، نوصيك بالسير على الطرق المعبدة والأرصفة وعدم السير في الحقول، وبين العشب، أو المناطق المشجرة، فضلا عن ذلك تقدم التلال أيضا للزائرين الفرصة لمعايشة حياة الضواحي البوسنية، بما في ذلك بعض المساجد الخشبية الباقية على قيد الحياة من قبل الحرب.
بدأ هذا المهرجان في عام 1984 ومنذ ذلك الحين زادت شعبيته ليصبح واحدا من أهم الأحداث في البوسنة والهرسك، ويعقد في كثير من الأحيان في شهر فبراير وسط حشد جماهيري كبير وقبول عالمي واسع ، ويضم مجموعة متنوعة من العروض السينمائية والمسرحية والموسيقية.
يعتبر مهرجان ليالي باسكارزيجا أحد أكثر الأحداث الثقافية شعبية في سراييفو، حيث يستمر لمدة شهر، ويضم ما يقرب من 40 إلى 50 من الأحداث المختلفة التي تكرم الثقافة الغنية للبوسنة، بما في ذلك برامج مختلفة للأطفال، والأحداث الأدبية، وعرض الأفلام، والموسيقى الكلاسيكية، وحتى الأوبرا والباليه.
يقام مهرجان سراييفو في أغسطس من كل عام مع باقة من الأفلام الإقليمية الطويلة والقصيرة مع مجموعة واسعة من العروض المجانية، ويعد بمثابة مكان ضخم للفنانين من جميع أنحاء العالم.
